Friday, February 24, 2006

"وكان اسم السودان علي كل لسان "

"وكان اسم السودان علي كل لسان "

والله وليس لانني كيشة ولا لياقة بدنية لي تسمح حتي بلعب البلي دعكم من كرة قدم فلقد جاهدت وحاولت منذ الصغر ان يصيبني من خير المدورة شيئ فلم اخرج منها الا بيد انشق عظم ساعدها عندما اطلق علي احد اقربائي وكان اكبر مني بعض الشئ وليا قته تمام كرة قوية من خط واحد اصر علي انها خط سته فلم يحتج احد فكل الصبية كانو يخشونه الا انا بحكم انني صاحب الكورة والصفارة .. كنت انا احدد متي يلعبون واين فكان قريبي مصطفي صالحيين يكتم غيظه وهو يستجديني ان نلعب كل يوم .. ذالك العصر الصحراوي الطقس كان قد قرر ان يضع حدا لسطوتي واصر علي ان اكون انا حارسا لمرمي الضد وليس لمجموعته رغما عن فقداني للكفاءة الحراسية كون ان عيوني من غير نظارة مدغمشة وحجمي لا يتعدي خمس اضعاف حجم الكرة وان حجري القوون الذيين وضعهما كانت المسافة بينهما تسمح بمرور كل اغنام وخرفن وحمير وجمال عمكة- قريتي النوبية - في صف عرضي واحد ... ما ان ابتدات المبارة والا ورايته يركض نحو حاملا الكرة ويصييح "بنلتي .. بنلتي ..." وما تلي ذلك كان ضد كل حسابات جدنا امنحوتب اول معماري في التاريخ والدي صمم وبني هرم سقارة المتدرج ... مصطفي صالحيين قيس الستة امتار بطريقة عجيبة فقد كان يقيس المتر الواحد بنصف قدم بحيث يلصق قدميه معا ويمد احدهما بما يعادل نصف القدم التانية ويعد " واحد " ثم يلم القدميين معا ويعد " اثنيين " وهكذا حتي "ستة " يعني المجمل سته انصاف قدم اصر علي انها ستة امتار ثم كوم رملا ووضع الكرة عليها وارتد الي الخلف الي نصف ميدان كلي كمبو " كان هذا اسمه بالرطانة اي بيض الوز لشكله الاملس وهضاب الرمل حوله التي تشبه البيض " ثم انطلق بكل قوته نحوا الكرة امامي وركلها ركلة لم اعرف ماذا حدث بعدها الا انني اتذكر انني كنت امسك يدي اليمني وباطنها صار خلفها فيبدو انني بما بقي لي من كرامة اردت التصدي لتلك القنبلة فاصابت يدي .. كنت امسك بها واركض حول كلي كمبو صايحا باسم امي ويبدو انني طفت الميدان عدة مرات في ذاك الحال وكل الاتيام تركض حولي عاجزة عن اللحاق بي حتي انقطع نفسي وحملوني الي البيت ثم الي قريبة لنا- المرحومة زينبية اسطورة من اساطير كنداكات النوبة- في جزيرة عملت لي جبيرة ولبخة من البيض والحلبة وربطت يدي الي عنقي لايام وسلمت الكرة والصفارة الي مصطفي صالحيين ومنذ ذلك التاريخ في خمسينات القرن الماضي لم العب كره وحتي عندما كان علي دافوري" ولقد صار فيما بعد نائب امين للشباب في اتحاد اشتراكي نميري ثم حرد و رفض الرجوع من الخليج وهو في زيارة كروية اليها رئيسا لبعثة الهلال في ثمانينات القرن الماضي " وجماعته يلعبون الدافوري امام داخلية بحر العرب كنت اهرب حتي لا يطلبو مني ان اكون حارسا للمرمي ... وهكذا انتهت قصتي مع المدورة ....ولكن ا ه واه من واحد اسمو كمال مين يكدر صفو كل عصريات الجمعة ببرامجه السخيفة في سودان تفي وضيوفه الاسخف منه و هو يتحدث عن انتصارات السودان والسودانيين العالمية التي جعلت اسم السودان علي كل لسان ....
اسم السودان هو علي كل لسان من يريد ان يعطي مثالا حيا لفشل سياسي او انساني ..
.وما اعتق فشل السودلنيين السياسي
والانساني منذ احداث توريت وعنبر جودة مرورا بمذابح ابي عاج في الشجرة والمدرعات وكوبر وبيوت الاشباح الانقاذية ومذابح الخديعة وقلة النخوة في ليلة مباركة من رمضان في مطلع تسعينلت القرن الما ضي واعدام شاب دون ذنب الا انه امتلك دولارات في زمن احتكار لصلاح دولار والنص لها وشنق رائد من رواد الوسطية في الاسلام وهو في عقده الثامن ومجاعات لا حصر لها منها فقط مثال في بحر الغزال و براميل التي ان تي التي كان ومازال صناديد جيش الانقاذ يسقطونها فوق رؤوس البشر في دارفور وقبلها في الجنوب و جنجاوييد الانقاذ الذين يتصيدون نساء وبنات دارفور الجريحة وهن يبحثن عن حطب واوراق شجر ليطبخوا شيئا يملا بطون اطفالهم الجائعة فيغتصبوهن ثم يحرقونهم ان ارادو وقبلهم الدبابيين وادرووب المنسي ياكل التي بي صدره وهو من سلالة اعتي محاربي السودان الفيزي وزي والنوبيين الذين غلب حمارهم يطالبون فقط بان تشمل مناطقهم ميزانية الدولة المركزية .. اسم السودان علي كل لسان من بوش وكوندا الي عنان وابوسانجو بسبب دارفور ... اسم السودان علي كل لسان بسبب اليخت الرئاسي والبيوت الرئاسية وانفلونز الطيور الرئاسية .. اسم السودان علي لسان كل صيني مفسد فاسد عفن جعل السودان وكيلا له في لعبة وصراع مصالح بترولية لا يعرفها السودانيون مع القوة الاولي امريكا .... اسم السودان علي لسان كل مسافر من اي مطار من مطارات العالم تنزل فيها طائرات فاقدة الصلاحية تحمل شعار واسم الخطوط الجوية السودانية وتقبع في المطارات بحثا عن سبيرات من غريقزيان وكزاغستان تجعلها تطير بحمولتها من سودانيين اطفالا ونساء ورجالا يظلو قابعيين في قاعات المطارات لايام ... اسم السودان في لسان اهل الخليج والشرق الاقصي وهم يروون تجار الشنط من الانقاذ والذين يعرضون ارض السودان ومائه وسمائه للبيع مقابل بناطليين جينز و زهور صناعية وركشات وسدود مائية بهندسة متخلفة قاصرة ووووووو من صنع الصيين ... اسم السودان عند موظفي الهجرة والجوازات عند كل منافذ ومطارات العالم وكانه جرب ما ان يري واحد منهم سوداني او ذلك الباسبورت الاخضر الا ويكاد يقفذ خارجا من مكتبه نافذا بجلده حتي لا يقع الباسبورت في يده فتصيبه عدوه وباء اسمه السودان ....

ومع كل ذلك يصر هذا ال كمال و ضيوفه وكانهم من عالم خرافي علي ان كبدوره و كركدن الصغير و علي جكة و ياسر لفة وهشام انتنوف جعلو اسم السودان علي كل لسان في بطولة ناشئ الديدان المستعربة في منافسات بطولات حجر الزاوية " ولقد كان للطائرة الخاصة التي استاجرها الارباب لدورة الاياب دورا فاعلا في الانتصار"

ياعلم ياهوي ارحمونا !!!


Monday, February 20, 2006

الجنرال هادم البنايات والعمارات


الجنرال هادم البنايات والعمارات

انا- ولله في خلقه شئوون- اكره الميري والعسكري وبدلاتهم والكديت وتي 55 وتي 51 الخلتني اهاجر بعد ما شفنا كيف تلعلع وتزمجر وهي تصوب خرطومها الطويل نحو بيوت من الطين والطوب هالكة في مربع واحد الصحافة فتدكها دكا بس لانو جماعة هايفيين قالوا ان هنالك مرتزقة من جماعة يوليو 76 مندسيين هناك .. ومات ضابط همام بقذائف ال51 وهو يتقدم كتيبته لقتل العملاء المرتزقة وكانت مهزلة حين راي الجميع اتنيين يرفعان فنايلهما الداخلية علامة الاستسلام وعنما قبض عليهما بعد حرب دامت ساعات استعمل فيه الجيش الهمام الحفرة التي كانت تفصل الشارع من البيوت تارسا وجدوا انهما اثنيين غلابة اخدتهم نومة مدنكة بعرقي شهيير من جبرا القريبة من يوم الخميس – يوم الغزو !! – حتي السبت !!!
وفي نفس الايام وبالليل وفي شارع كلن يسمي في زمن الانجليز بشارع فيكتوريا _ والحقيقة حسع نسيت التسمية الاستقلاليةو الانقاذية _ ضرب العادم بتاع سيارة قديمة ففزع العسكر فهات يا كلانشنكوف في الضلمة .....
وانا كنت اكره الكديت موت وواحد شاويش من الطلبة من اولاد الكردفاني – شوفتو قبل فترة سمين وامين وعندو شركة طيران في البلد الطايرة- كان يزحف العبدلله علي الحسكنيت كراهية لله في الله ....وحظي العاثر رماني بامر جمهوري ابي عاجي بان اكون مهندسا لمشروع اسكان لاهل الميري الشرطة وانا الملام في ذلك فلقد تطوعت بنصيحة لمدير للشرطة اتي الي الاسكان التي كنت اعمل فيها وابني بيوتا كنوع من البحث تطوعت حين اتي يطلب بيوت الابحاث لعسكر الخيالة الحالهم كان يقطع القلب لمن شاف الاسطبلات التي كانو يعيشون فيها في الخلرطوم غرب مع خيولهم .. عموما تطوع البربري ونصح السيد المدير بانه اي البربري ممكن يبني للمدير بيت بنفس التكلفة التي يصرفها في السنة كبدل سكن للشرطي ( 1500 جنيه في ذلك الزمن ) وكان ما كان حين وجدت اسمي اعلي قائمة امر جمهوري بتعيين لجنة اسكان الشرطة وكان البربري اقلهم كل شئ عمرا وعلما ووظيفة وحجما ,واصغرهم جيبا وكلهم فكو من اللجنة بعد شهرين عندما وجدو ان ليس فيها مردود مالي اما البربري فوجد نفسه معتقلا اختياريا وبني اكثر من الف منزل حتي انزلنا ابي عاج المعاش واسمنا لسه مكتوب بقلم الرصاص ( قبل القومسيون الطبي ودي اس )....
وحينما هاجرنا وجدت عملا مجزيا لكنه تطلب ان البس الميري و النجوم فرفضت ... الحكاية هي انه بيني وبين عسكر العالم الافريقي وبورما وشيلي والارجنتين وتركيا عدم استلطاف ...وخصوصا انقلاباتهم وخرابهم بعدها للذمم و المطارات والعمارات ... وحكاية واحد منهم جنرال هادم للبنايات والعمارات يتسبب في انهيار مبني وهو وزير داخلية و يرفع الي وزير دفاع ليتم الباقي وقريبا تنهار بقية المباني التي بناها بمال القراس رووت بعد ان امر ساكنيها بالاخلاء الفوري .. امر عجيب ... واعجب ما فيه ان اصدقائي ناس الحركة الشعبية لم يعترضوا علي العسكري الهمام وزيرا لدفاع الانقاذ والحركة معا واختلفو علي وزير الطاقة ...ولله في خلقه شئوون والسودان مغبون

الرجل الاخضر واعتقال رئيس التحرير


الرجل الاخضر واعتقال رئيس التحرير


انا يغيظني صاحب الراي العام بمقالات يفرضها علي قراء الجريدة كونه وارثها .. مقالاته فيها ضيق اوفق وهرطقة و سوء تقدير لعقل القارئ وبالتالي لا اهتم كثيرا بهذا البرش الذي يذكرنا بايام البرش اب قرش وسيئة الذكر جريدة الثورة ايام 17 نوفمبر ... لكنني زعلت كثيرا من ضييق افق رئيس ما يسمي بالهيئة القومية لمطار امدرمان والذي شعر ان كرامته انجرحت وسمعته ومطاره نالهما ما يشيين ومشروعه تضرر بمقال بجريدة العتباني عن العفونة الاغريقية وامكانية الاستفادة منها كسماد في تشجير حول المطار وركب راسه واصر وحلف الا ويدخل رئيس تحرير الراي العام السجن لانه سمح بنشر المقال .... هذا الرجل الاخضر والذي حساس ابن حساس بامور البيئة لهذه الدرجة لم يهمه من امر العفونة الاغريقية الا ان خير ما فيه بعد المعالجة ستخضر بها اشجار حول مطار ... موضوع العفونة الاغريقية له شهور ولم يتحرك الرجل الاخضر هذا الا امس وضد رئيس التحرير ولبس الموضوع برمته ( ورمته ) ..عجبي

الاثتنين 20 فبراير 2006

Saturday, February 18, 2006

الدكتور لام أكول والموبقات الثلاث

الدكتور لام أكول والموبقات الثلاث
كان وزير خارجيتنا الدكتور لام أكول فى زيارة لقطر إبان زيارة السيدة ربيكا لأمريكا – وفى مؤتمر صحفى بدولة قطر سئل وزير الخارجية عن تصريحات أدلت بها السيدة ربيكا فى أمريكا فما كان منه إلا أن قال إنها ستسائل.
وأصابتنى الدهشة فهذا الوزير منذ أن باشر مهام عدم عمله إذ اكتفى بالمنصب وترك العمل لمصطفى عثمان والسمانى وأصبح بوقاً للمؤتمر الوطنى فقلنا لا بأس فربما حاول أن يصبح وزير حكومة وحدة وطنية بحق وحقيق يمنح ستة أشهر للمؤتمر الوطنى والستة أشهر الثانية للحركة الشعبية.
ولكن أن يرتكب الموبقات الثلاث فى تصريح واحد فلم نجد لها تفسيراً مقنعاً :-
أصدر تصريحاً يحوى انتقاداً لزميلة وزارية خارج الحدود. 1
2. لم ينتظر النص الرسمى للحديث والتقرير الذى ستقدمه السيدة ربيكا.
3. أقحم نفسه فيما لا يعنيه إذ أن مسائلة وزيرة فى إقليم له حكومة معترف بها لا يمكن أن يصدر من وزير إتحادى فهذا ليس من شأنه – وللحكومة الاتحادية قنوات اتصال دستورية مع رئيس حكومة جنوب السودان يمكن عن طريقها أن تطلب تفسيراً لما حدث.
وإن أراد أن يسائل السيدة ربيكا بصفته عضواً فى الحركة الشعبية فهذا أيضاً له وسائل تحكما لوائح الحزب وليس من بينها إصدار تصريحات من دولة قطر.
ويا سيد لام عوضاً عن أن تستأسد على السيدة ربيكا الأحسن لك أن تلم شعث الوزارة التى أسندت لك من بين براثن السيد مصطفى عثمان والسمانى وكمال عبيد وحسن برقو الذين أصبحنا ننتظر تصريحاتهم حول الأمور الخارجية لأننا مقتنعين بأنك لا تملك ما تقوله لنا.

صلاح إبراهيم أحمد
14 -Feb- 2006

Thursday, February 16, 2006

الإنقاذ وحزب الأمة

الإنقاذ وحزب الأمة
آمن حزب الأمة بالسلام والتحول الديمقراطى فسرح جيشه ومحاربيه وعاد ساسته للبلاد وخلال المفاوضات أغدق أهل الإنقاذ فى تمجيد الثورة المهدية والإشادة بحزب الأمة.
قبل العودة بقليل اعتقدت هيئة شئون الأنصار أن عودة القبة لها تسبق عودة المحاربين فاحتلوها فما كان من مجذوب الخليفة إلا أن أرسل جحافل جيشه الخاص (نعم كان لمجذوب جيش خاص بولايته – وقيل أيامها إنه والى مركب مكنة رئيس) فطردوا الأنصار من القبة شر طردة.
وما أن استقر المقام بحزب الأمة فى بقعة المهدى حتى بدأت سيوف المعز وذهبه تعمل فى أطراف الحزب حتى أتموا شقه وكافأوا المنسلخين بعربات الكامرى والوزارات.
اتفاق جيبوتى يقول بالتحول الديمقراطى وحق المواطنة – فأيد الحزب تكوين عاصمة قومية فوصم بالردة والخروج عن الملة.
كنا ثلاثة من حزب الأمة السيد/ محمد على المرضى حاكم كردفان السابق ووزير العدل حالياً والسيدة/ مريم الصادق وشخصى فى نيروبى لحضور جلسة مفتوحة من جلسات مفاوضات السلام بنيفاشا – عندما وصلنا لمكان الاجتماع رحب بنا رجال الحركة الشعبية ودعونا إلى مائدة الإفطار فى الفندق الذى كان يعج بمراسلى الصحف ووكالات الأنباء ومصورى الفضائيات وبعض من أعضاء التجمع وكلهم سمح لهم بحضور الجلسة الإجرائية المفتوحة ولكن وبمجرد ظهور جماعة حزب الأمة خرج مفاوضى الإنقاذ وطلبوا من الجنرال سيمبويا منعنا من دخول القاعة فرفض الرجل منعنا بالاسم مع السماح للآخرين بالحضور وعندما أصر وفد الإنقاذ على منعنا قال لهم الجنرال سيمبويا الحل الوحيد هو أن نعلن أن الجلسة مغلقة وهذا فيه حرج كبير لأننا أعلنا أنها مفتوحة وبالتالى حضر جميع هؤلاء الصحفيون فتمسكوا برفضهم لحضورنا فرضخ الجنرال وعبر لنا عن أسفه وأعلنوا الجلسة مغلقة – حدث هذا بعد أن نبذنا الكفاح المسلح ووقعنا على اتفاق جيبوتى .
وعندما ارتكبت الإنقاذ كل الأخطاء التى يمكن لحاكم ارتكابها فى دارفور حاول حزب الأمة بكل عقلانية إيجاد مخرج من هذا الموقف فعقدوا اجتماعات ضمت أكثر من ثلاثين حزباً ومنظمة مجتمع مدنى وخرجوا بقرارات حاولوا إقناع الإنقاذ بها حتى يتمكنوا من عقد مؤتمر يضم الجميع فما كان من الإنقاذ إلا أن أسرعت بمؤتمر ضرار لإجهاض مؤتمر حزب الأمة.
وأما مطالبة حزب الأمة بمؤتمر جامع فأصبحت مثار سخرية الإنقاذيين – وأما عن سبل تمكينهم فصرحوا بأنهم لن يتزحزحوا عنها قيد أنملة – وبعد كل هذا أرسلوا طبيباً لعلاج الموقف والغريب أنهم أرسلوا طبيب أسنان وكأنما اعتقدوا أن حزب الأمة يعانى ألماً فى أسنانه – وتذكر النطاسى البارع أن السودان يعانى من أزمة طاحنة يودون من حزب الأمة أن يساهم فى حلها – وما لم يقله يساهم من أى موقع ؟ – وهو فى نظرهم الحزب الذى فقد قواعده والحزب الذى كفروه لأنه دعا لعاصمة قومية ورفضوا لممثليه حضور جلسة مفاوضات مفتوحة ويفاخرون بأنهم استقطبوا جميع قياداته.
صدق من قال إن لم تستحى فأفعل ما شئت.


صلاح إبراهيم أحمد
14/02/2006










Wednesday, February 15, 2006

حاركب اليخت الجمهوري

ابونظارة ..هكذا كانوا ينادوني وانا يافع في السادسة من العمر في ذلك الزمن البعيد حيث كنت فرجة لخلق الله من اهلي البرابرة وهم يرونني بنظارة في ذلك العمر بالاضافة الي وصف عنصري حينئذ وهو " حلبي " حيث كان لوني فاتحا ( بيني وبينكم حلبي ...ولكن بحمدالله وشكره وبفعل العمر وشمس صحراء العاربة صار لوني بنيا محروقا براون وبالتالي نوبيا ) ومشكلة اخري كانت في لسان غير نوبي حينئذ اكرمني المولي عز وجل بتنويبه .. ولكن المعضلة التي لم اتمكن من حلها ولاساعدني الزمن وحرقة صحراء العرب من حلها هي عدم معرفتي بالسباحة والسبب هي النظارة اللعينه و وعدم وجود نظاراتي في وادي حلفا في حالة ان اريد لها تبديلا لو اصابها سوء وانا اعوم مع من هم في سني فبالتالي حرمت من العوم وعليه صار بيني وبين ركوب المراكب عدم استلطاف " وخوف بالعربي " ولكن اليوم وبعد خمس عقود قررت ان اركب اليخت الجمهوري حتي انال قسطي من الاربع مليون وستمائة دولار .. فلقد اعلن الوزير الهمام الشاطر الفهلوي الزبير وزير مالية حكومة السودان مخاطبا المؤتمر الوطني بان اليخت الرئاسي هو ليس غاليا لانه سيعيش مائة عام وهو ليس للرئيس ولكن للجمهورية وبما انني من الجمهورية فساركب اليخت مهما حصل .. اصلو ميتيين كدة كدة حسه والله بعدين والواحد لازم يسمع كلام اولي الامر وهم قالو اليخت للجمهور وانا جمهور ومن الجمهور وحاركب اليخت الجمهوري ... حقي ....

Saturday, February 11, 2006

الإنقاذ المظاهرات والأحزاب


عندما استولت الإنقاذ على السلطة عبر السلاح الطبى وسلاح النقل عملت على منع كل وسائل الاحتجاج السلمى من مواكب ومظاهرات ونجحت فى ذلك غاية النجاح مما دعاها للإدعاء بأن الجميع يؤيدونها ولذا لم تخرج مظاهرة واحدة للشارع تعبر عن الرفض والاحتجاج.

وأصبح المجتمع كمرجل يغلى والقمع وسوء المعاملة والإقصاء والفساد تمثل النيران تحت ذلك المرجل وبما أن المرجل ليس به صمام أمان فقد لجأت الأطراف لحمل السلاح وبقيت العاصمة على حالها من الغليان دون وسيلة تعبير.

بالإضافة لشراسة الأمن فإن الأحزاب التقليدية ساعدت الإنقاذ ليس بعدم الخروج فى مواكب ومظاهرات احتجاج فقط وإنما برفض حتى الدعوة لها – وذلك لأن الأحزاب التقليدية استطاعت أن تلتف حول ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل باختصار مدة حكمهما الانتقالى لأقصر مدة ممكنة وكانت آنذاك قادرة على ذلك. ولكن التغييرات التى حدثت فى شوارع الخرطوم جعلت الأحزاب تتوجس من مظاهرات لا تستطيع التحكم فيها واستقبالات الشهيد قرنق ودعوة السودان الجديد أكدت مخاوفهم – ففضلوا القبول بالفتات الذى تلقيه لهم الإنقاذ عوضاً عن الدخول فى مغامرة اللجوء للشارع.

ليس هذا فقط وإنما بدأوا يتحدثون عن هذه القوة الجديدة قائلين بأنها معادية للعروبة والإسلام – وعليه أصبحوا يدعون لوحدة أهل القبلة حيناً والحوار الشمالى الشمالى حيناً آخر وكل هذا يعنى ترك موقع الصدارة للإنقاذ فهى ببطشها وإقصائها للآخرين وتمكينها للقوى الأمنية لقمع معارضيها خير من شباب جديد يدعوا لنبذ القديم وإقامة دولة المواطنة والمساواة وفصل الدين عن السياسة.

واتضح هذا التقاعس عندما أصدرت الإنقاذ حزمة قوانين منافية للعرف والتقاليد والذوق السليم فضلاً عن إنها غير دستورية حسب دستورهم الذى وضعوه بأنفسهم فلم يحتج حزب واحد عليها والذين احتجوا وطالبوا بتعديل هذه القوانين الجائرة هم الحركة الشعبية ولم يساعدوها بمظاهرة صغيرة تشد من أزرهم.

وأصبح هم الأحزاب المقيم هو انتظار الانتخابات التى يؤملون فى اكتساحها ونبشرهم بأن انتخابات المزارعين والعمال والمحامين ستكون قمة النزاهة والشفافية لما ستكون عليه الانتخابات العامة- فهلا شغلتم أنفسكم بعمل مفيد.

صلاح إبراهيم أحمد

11-02-2006



Friday, February 10, 2006

UK’s Seven Steps For Peace In Sudan


UK’s Seven Steps For Peace In Sudan

UK/Sudan/Peace : 02/07

--------------------------------------------------------------------------------

UK's Seven Steps For Peace In Sudan

From: FCO

The UK government is calling on the government of Sudan to commit itself to an action plan improve the deplorable situation in the country. It has proposed seven steps for peace in Sudan.

In an introduction to the seven steps the Foreign Office said: "Sudan is a priority for the UK in 2006. We want a Sudan which is peaceful, democratic and prosperous, which respects human rights and the rule of law; which successfully pursues poverty reduction

and the Millennium Development Goals; and which is a positive influence in the region and the international community – including in the fight against terror.

"We want to work with the Government of Sudan to achieve these goals. The UK is doing its utmost, with international partners, to help and especially to alleviate the terrible suffering of the people of Darfur. But the Government of Sudan must play its part too. We call upon the Government to take the following steps to assure the UK and the international community that it is serious in tackling these problems".

Seven steps for peace in Sudan

  1. Improve security in Darfur
    • Ensure full compliance by the GoS and all allied forces with provisions of the N’djamena ceasefire agreement, the Abuja Security and Humanitarian

protocols and the UN Security Council Resolutions

§ Actively investigate all attacks and thefts: arrest culprits and bring them to justice. Take steps to disarm the "Janjaweed", as required in UNSCR 1591

§ Publicly announce that all attacks and raids by the "Janjaweed", Arab militias and current and former allies of the Government are as unacceptable as are such attacks by rebel movements.

§ If further such attacks occur, denounce them publicly Take steps to disarm Chadian rebels operating in Darfur, and close any facilities they have there.

§ Ensure no armed groups cross any part of the Sudan-Chad border.

  1. Sign a peace agreement for Darfur >
    • Take the initiative to achieve a breakthrough at Abuja, by putting a good settlement offer on the table and by working actively to overcome the reservations of the rebels.
    • Establish personal relationships with the heads of the rebel delegations, and their chief negotiators, at Abuja, with the aim of achieving a quick agreement there
    • Look for and carry out other confidence-building measures.

  1. Fully implement the Comprehensive Peace Agreement.
    • Be proactive in making unity attractive to all people in Sudan
    • Fully integrate the SPLM and other parties which have joined the Government into all levels of it; fully include such parties in decision-making processes.
    • Publish data on oil revenues, and ensure proper allocation of these between north and south in accordance with the CPA .
    • Publicly announce the Government’s acceptance of the findings of the Abyei Boundaries Commission, and implement these.
    • Form the Joint Integrated Units and redeploy troops in line with the provisions of the CPA.

  1. A peace agreement with the Eastern Front.
    • Make an attractive offer to kickstart the peace talks in Sirte
    • Establish personal relationships with top members of the Eastern Front delegation to the talks, with the aim of facilitating a quick agreement .
    • Look for and carry out other confidence-building .measures

  1. Assist the peacekeeping forces in Sudan.
    • Publicly state Sudan’s willingness for AMIS to give way to a UN force. Impose no preconditions about the type of UN force to be deployed.
    • Fully cooperate with the UN and the AU in the transition from AMIS to a UN force, including by agreeing a Status of Mission Agreement with the UN .
    • Finalise AMIS’ Status of Mission Agreement as quickly as possible.
    • Stop obstructing the import and transport of AMIS equipment.
    • Exempt AMIS from the curfew in El Fasher to allow it.to carry out patrols in IDP camps.
    • Keep airfields open until full darkness, and allow AMIS to fly at night as needed.

  1. Give full assistance to the provision of humanitarian aid:
    • Stop GoS uniformed or armed forces using white vehicles and aircraft; this places humanitarian agencies at significant risks, and shows a clear disregard for generally understood humanitarian principles.
    • Extend the current moratorium on visas, travel permits etc for NGOs in Darfur until the end of 2006 to ensure effective implementation of humanitarian activities .
    • Stop the harassment of NGOs by the Humanitarian Aid Commission (HAC) through imposing penalties such as removing travel permits and revoking visas to organisations who do not provide them with information beyond the legally required levels
    • Drop plans to pass the proposed NGO law, which includes provisions that will have a serious impact on NGOs ability to operate.

  1. End the climate of impunity in Darfur, including by co-operating with the CC, and ensure full respect for human rights across Sudan.
  • Full co-operation with the International Criminal Court’s investigation in Darfur, as per your obligations under UN Security Council Resolution 1593: granting access for investigators to individuals and documents as requested.
  • Take steps to become a state party to Rome Statute on the International Criminal Court;
  • Ensure that the Government’s action plan to eliminate sexual violence is fully implemented throughout Darfur and that perpetrators of sexual violence are brought to justice.
  • Ratify international human rights treaties, the Convention Against Torture (CAT), and the Convention on the Elimination of all for of Discrimination Against Women (CEDAW).
  • Fully respect the human rights provisions in the CPA and Interim Constitution, and in particular end the harassment of local human rights activists.
  • Fully respect the right to freedom of _expression for individuals and the media.
  • Take steps to disarm members of foreign militias and of armed groups, including the LRA, and apprehend individuals subject to arrest warrants of the International Criminal Court.

Monday, February 06, 2006

Wajahaloojeh

في زمان سل بق وفي تلميح لجهل ابي عاج قيل انه قرأ "وجها لوجه " يعني فيس تو فيس علي انها "وجهالوجه" – وحيث انها لا تكتب بالعربية الا كذلك فلقد استعرنا من اللغة الانكليزية حروفها لكتابتها كما نطقها – لا فض فوه " بالمناسبة دي معناها شنو؟ "- هكذا Wajahaloojeh وللمستعربة باع طويلة في الاستلاف والاستعارة اللفظية كما ذكرنا في مره سابقة -.. لكن يبدو ان الامر لم يقف علي ابي عاج وجهالوجته فحيث ان الناس علي دين ملوكهم - وكان ابي عاج يصر علي رويالتي بحجة ان البيت الطيني المتهالك لبعض من نسل المماليك الذين التجأو الي السودان بعد مذبحة القلعة كان قصرا لجده بوضع اليد حيث كان الجد حارسا لذلك البيت ولما ذهب المماليك ولم يكن لهم وريث صار ملكا له حتي يتفخشر به حفيده ابي عاج والغريب في الامر ان الحفيد ووالده وكل نسل الجد لم يسكنوا ذلك القصر ولجأو الي بيوت طينية في واد مدني ثم ودنوباوي _ يعني لو كان قصر ما كانو يتهنو بيهو شوية ويغيظو قرايبنا الدناقلة ... المهم ان الجهل هو باندمك اخطر من كل انواع الفلو من بيرد فلو و فلو فلو وكل الفلوات ..وعندما يكون الملك جهالوجا فكثيير من الرعية تتجهلج وهذا الفلو صار له استرينات بفعل الزمن الجاهلي الانقاصي وكانت الاذاعة والتلفزيون من اقوي استرينات فلو جهالوجه وتسببت في نشر الجهاوجه بصورة لا سابق لها في التا ريخ الحديث والقديم واللي جاي .. فبالله ياخلق الله ماذا نقول ونحكي عن تلفزيون ولاية الخرطوم وعلمائها الذين بثوا تلفزيونيا الصور المسيئة لرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بحجة استفزاز المسلميين الا يكفي المسلميين استفزاز ما فعله الكاريكترست الدنماركي .. وما الفرق بين هؤلا علماء السجم وتلفزيون الرماد والصحيفة الدنماركية التي نشرت الصور والصحيفة النرويجية والصحفية الفرنسية والايطالية التي نقلت عن الدنماركية .. انها جرييمتيين جريمة من رسم الكاريكتيير وجريمة من نشرها وتلفزيون الخرطوم و الرجرجة الذين اطلق عليهم مجازا علماء هم من الذين نشروها .... اذا قاطع المسلميين المنتجات الدنماركية وطالب احد قادة الكيزان في مسيرة يوم الجمعة بمقاطعة الغرب الذي نشر الصور فماذا سيفعلون بتلفزيونهم وعلمائهم هؤلاء ؟.. ياللهول من جهل الجهلاء وجرمهم ...

Friday, February 03, 2006

ناس الكماين جاكم بلا... ناس حماية البئة جوكم

ناس الكماين جاكم بلا... ناس حماية البئة جوكم


هذا النظام الانقاصي مكار و فيه من العبر ما يكفي مليارات الانفس الصينية الكروبتية (من كوربشن) ... لا يعدم طريقة او اسلوبا للتلاعب بالشعارات من حقوق انسان وعدالة ناجزة وخلافه لكن الذي فات علي البربري ان النظام له في اساليب بيع الارض خبرة ولا خبرة البرادعي في الطاقة الذرية ( عالم ذرات للذين يتذكرون المسرحية المصريه المتزوجون ).. هذا النظام و الذي رغم انف عيسي عبداللطيف والجماعة اللي بيعملو نكد شديد اسمه حماية البيئة استورد "العفونة الاغريقية " وازال اشجار اللبخ التي زرعها السيد كتشنر وباع كل الفسحات والملاعب وحتي اراضي المقابر بالدولارات وقريبا سيستولي علي غابة الخرطوم ويمكن كمان توتي بعد الكبري الجديد و لم يترك المتعفي عافانا الله من بلاويه شبرا الا باعه .. هذا النظام اليوم اتي بحيلة حضارية للاستيلاء علي كل الجروف والاراضي علي شاطئ النيل في الحلفاية والجريف وبري واي كورنر فيه كمينة طوب بحجة انها تلوث البيئة وان واجب النظام هو حماية البيئة ( بختك يا عيسي اهو لقيت لك مناصر انقاصي ) و الاسستيلاء علي كل هذه الاراضي فدخان الكماين اخطر من دخاحيين المصافي ( يا عالم ياهو سمعتو بمصافي بترول تقام وسط المدن واطرافها )...

مشكله تانية من اساليب مكر الانقاص تكمن في عدم ايجاد بدائل لكمائن الطوب وبالتالي ندرته وبالتالي من يريد ان يبني فما عليه الا التوجه الي مصانع الانقاص لصناعة بلوكات الاسمنت وهي لعلمكم تختزن حرارة شديدة بالنهار وتوزعها بالليل وبالتالي الحرارة تزيد فيزيد استعمال التكييف وبالتالي تزداد فواتيير الكهربا للعندو تكييف والقراص رووت الماعندو برضو يدفع مقدما ...

واخيرا انتصر حماة البيئة الانقاصية علي حماة البيئة الحقيقة المهاجرون المغتربون والله ايه يادكتور عيسي**

( ** صديقنا د.عيسي عبد اللطيف من فرسان حماية البيئة السودانية الذي لاقي ما لاقي فاغترب ) ...

الوجع


الوجع

الجواب باين من ظرفو وعنوانو .. هكذا قيل لنا في زمن ما عندما كنا صغار في الاولية للتدليل علي ان البريزنتشين مهم و حكاية البريزينتشين تعلمتها في الجامعة عند دراستي للمعمار في زمن قديم اسطوري فما نراه اليوم من بريزنتشين السودانيين اطفالا وصبيانا وبناتا ونساء ورياييل يؤكد ان ذلك زمن اسطوري ديناصوري عندما كان الانبهار بربطة عنق المرحوم مبارك زروق وبدلة المرحوم المحجوب واناقة ثوب سودانيات من رائدات العمل الوطني وفيما بعد الاناقة التي في وفيونكة قريبنا البربري لا اذكر اسمه لكنه كان وكيلا في وزارة ما وحتي انسجام توب وملحفة شيوخ العرب من شكرية وبطاحيين واناقة نواب البرلمان كبوث ديو وسرسيو و فخامة لباس العسكر السوداني و حتي اردية الكديت في الثانوي التي كنا نغسلها بالنشاء ثم نكويها موس ... والجرجار يتاعنا الفاز في مسابقة ملابس تقليدية في بريطانيا يوما ما ....كانت المسرحيات الحية او في التي في يلبس لها الممثليين لبسا انيقا رغم بساطته .. اما في الجامعة فما زال في الذاكرة اسماء كثير من الانيقيين والانيقات وما زال في الذاكرة بعض صور لهن ولهم .. عندما ظهر التي في ظهرت معه اناقة مذيعيين مذيعات الاذاعة سابقا .

كان اللباس السوداني التقليدي والافرنجي انيقا في بساطته وانسجامه وكانت الالوان بسيطة ونيوترال يقبلها الجميع نساء ورجال.. .. كانت الاناقة والاهتمام بالمظروف رغم ان المحتوي كذلك كان فيه كثير من الجمال المقدر امرا لا يختلف فيه من يسكن السجانة او الديوم او نمرة اتنيين او الملازميين او بانت او ابروف والموردة ... كانت اناقة لاتعالي فيها ولا شوفونية فلذا كانت متجانسة.. كان المدرس الناظر والموظف والمدير والوزير والناظرة والمدرسات والموظفات والوزيرات كلهم في لبس انيق وبسيط . حتي ابتليي السودانيون من جملة ابتلاءات الانقاص بسوء الذوق .. واليوم لبس السودانيون " كلو الفي الشماعة" واضافو اليها من لبس خليجي و نيجري وسواحلي بالوان متنافرة وخلطة سيئة فصار اللباس عند السوداني او السودانية موجعا لمن يراه .. فقبحت الملابس المتنافرة بناتنا الحلوات والطواقي والصديري و الاوفركوتات والملافح والشالات والعباءات جعلت من شبابنا مسخة .. اما هؤلا الذين نراهم في وفود رسمية وغيرهم من "اغنياء الغفلة الانقاصية " في عواصم العالم بمنطلون قصير و قميص طويل"بره " وكم طويل ودقينة التيس والشبش فاشكيتهم لله والله يوريني فيهم يوم !!!وما ان الا بربري لاحول ولاقوة لي ...!!

اما جماعة المسرح والممثليين والمثلات الذين يتفرجو علينا وليس العكس فامرهم عجب وما ذلك الذي تمتد شنباته شرقا وغربا في انسجام مع كرشه وجلابابه الاخضر وملفحته اليمونية واصراره علي التثييل بنا فله الله ولا حول ولا قوة الا بالله ....ومسرح يصر علي ان يلبس فيه الممثلون اوسخ ملابسهم و لا يوجد ماكيير ومكياج او خلافه كما هو في كل المسرح العالمي قبل ان يقابلو المتفرجيين والكاميرا ور السيد المستخرج الذي يصر علي ان يخرج ارواحنا وهو يطوف بنا في اوسخ زقاقات وبيوت هالكة وعناقريب مكسرة وبعد كلو ممثليين شينيين ووسخانيين و كلامهم فارغ ... لو قامت مصر بتصوير مسلسلاتها في ازقة القلعة او المقابر التي يسكن فيها نصف سكان القاهرة وكذلك سوريا التي هي افقر من مصر لو فعلتا كما يفعل المتمسرحون والمستخرجون عندنا لراينا عجبا ولما كانتا الاثنتيين تحتكران سوق الانتاج السينمائي والمسرحي عند العاربة والمستعربة ...ماذا نتوقع من غير السودانيين الذين يقعون في مصيدة مشاهدة السودان تفي... حالنا هنا منذ انطلاقه في تردي – انشاء الله يتكسح زي ما كسح طموحاتنا –.. اوجعهم كما اوجعونا ....

كان الجميع هنا يعرفون السوداني الزول الامين المتعلم ( حكاية المتعلم دية نحكيها مرة تانية) وجلبابه وعمامته البيضاء النظيفة ومنطلونه وقميصه المنسجمان مثله مثل خلق الله والسودانيات الانيقات في لباسهن التقليدي المحترم لم يكن له علم بهؤلا الذين ظهرو لهم من خلال هذا التفي الملعون .. اصرار من ادارات التي في اللانقاصية في الضغط علي كل الاصوات المهاجرة المعارضة لها والتي وجدت في الاغتراب احتراما فما كان للطيب مصطفي وامين حسن عمر الا تشويه الصورة ...

. والسودان الذي فيه زحمة من فنانيين تشكليين ولقد وجدت اسم اكثر من الف منهم في موقع واحد في الشبكة الاليكترونية ومئات من مهنذسي الديكور وفناني السليقة لم يستفد سودان تفي باي منهم واسوء ديكور لاي تلفزيون في الدنيا هو بتاع سودان تي في ...فلي بعض من المهنية في هذا الصدد وما اراه فيما هو في مقام الديكور الا هرجلة وعمي الوان وسوء تقدير للنسب والاحجام .... اما لبس ومنظر المذيعيين والمذيعات فالله يوريني كذلك يوم فيكم يا عبد الباسط سبدرات والتاني من غير سبدرات والزهاوي ابو قميصا برة ايام الجامعة .. الهي انت جاهي

باعوا الفلل الرئاسية لكيين مفاتيحها مش معايا –(الشعوب السودانيه )

باعوا الفلل الرئاسية لكيين مفاتيحها مش معايا –(الشعوب السودانيه )

وقبل ان تفييق الشعوب السودانية – فلقد نجح حكام الانقاص بعملية ضرب في جعلهم شعوبا مهمومة مغلوبة مهمشة لاجئة مغتصبة حقوقها – من حدوتة المؤتمر الافريكي و حرمان الانقاص من رئاسة الاتحاد الافريكي وقبل ان تكحل شعوب السودان عيونها بالفلل الرئاسية وقبل صرف مجاري الفلل الرئاسية من مخلفات سيد قشطة والخراتيت .. باعو الفلل الرئاسية !!! هكذا قرانا صباح اليوم في الصحف ... باعوها يا خلق الله ... نامو فيها الخراتييت يوميين بس ..خمسون مليون من الدولارات سلفة لبناء الفلل الرئاسية لاستعمالها يوميين فقط ... باعوها لميين وحطو الفلوس فين وهل السلفة المقرر دفعها في خمس سنوات- بقيوا منها اقل من اربع سنوات- سددت من البيع وهل وهل .. وليه بالسرعة دية ... وماذا عن المؤتمر الجاي .. هل سيستاجر اهل الانقاص نفس الفلل من الذين باعوها ليهم ؟؟؟ لعبة حلوة .. استلف باسم الشعوب السودانية وابني ثم بيع وحط الفلوس في جيبك وبعدين استاجر نفس الفلل بفلوس محمد احمد وبرضة حط الفلوس في جيبك ما انت الباني والبايع والمشتري والمؤجر ......!!!!

Peacebuilding Center for the Horn of Africa مــركـــز الـقــرن الأفــريقــي لبنــاء الســــلام

مــركـــز الـقــرن الأفــريقــي لبنــاء الســــلام

مسٍاحات الانتقال من حكومة المؤتمر الوطني الي حكومة لكل السـودان.

مدخل:

إنتهت القمة الإفريقية بصفعة قوية لحكومة الوحدة الوطنية، والتي كانت قد عقدت عليها آمالاً عريضة لمساعدتها على القفز فوق حاجز أزماتها الداخلية وعزلتها الدولية، لكن يبدو أنه لم يتحقق حتى اليسير منها لحكام الخرطوم. بل على العكس من ذلك، إذ تؤكد الكثير من المؤشرات على تفاقم محنة المؤتمر الوطني وإنكشاف ظهره على المستوى الإقليمي والقاري. واضحى النظام كمن فقد بوصلة إتجاهاته السياسية في التعامل مع أزماته الداخلية، خاصة فيما يتعلق بالملفات الساخنة في دارفور وشرق السودان، وفشل رهانات سياساته الخارجية من خلال القمة الأفريقية. وقد صاحب هذه الضربات خذلان رهانه حتي علي أقرب الدول الإفريقية/العربية في الشمال الافريقي الذين تسسللوا مبتعدين ومتنصلين بتصريحات عمومية لا تغني الحزب الحاكم من جوع.

وليس بالأمر المستغرب وصول النظام إلى هذه الحالة المتدنية بحكم أنة ظل يدير أزمة الدولة السودانية في أطار التعامل التكتيكي وعزوفة عن الرؤي الإستراتيجية لقضايا دارفور أو شرق السـودان، أو مد جسور الثقة الحقيقية للحركة الشعبية وباقي القوي السياسية للإتفاق حول الخطوات الضرورية لمعالجة المحكات التي تكاد أن تعصف بالسودان بأكمله، وجعل خيار الوحدة الوطنية "جاذب"، لأ للجنوب وحده وانما لكافة قوي الهامش. لا زال حزب المؤتمر الوطني يتعامل مع التطورات الخطيرة للأزمة من خلال همه المقيم والاول وهو "البقاء في السلطة فقط ". هذه الحقائق أكدتها تصريحات النائب الأول للرئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية سلفا كير في مؤتمرة الصحفي بتاريخ 28-1-2006 بالخرطوم، والذي أبان فيه أن المؤتمر الوطني لم يقدم حتى الآن ما يجعل وحدة السودان جاذبة عند استفتاء الجنوبيين على حق تقرير المصير. ولعل السيد النائب الاول، وهو رجل لا يلقي الكلام علي عواهنه، لم يشاء أن يفاقم الازمة أكثر ولكنه بالاضافة للقضايا المتعلقة مباشرة بتنفيذ إتفاقية السلام أوضح أن المؤتمر الوطني "ليس جاداً في إشراكنا في التسوية ولا يريد أن يتفق معنا على أسس الحل حتى نستطيع إقناع الحركات المسلحة في دارفور والشرق بالحل".

إن تسارع الأحداث في دارفور، والشرق وتواصل "الاستهزاء" بإتفاقية السلام والشراكة مع الحركة الشعبية اضافة لعزلة النظام الخارجية التي أكدتها القمة الأفريقية، هي مؤشرات لتسارع غرق الموتمر الوطني في دوامات متزامنة وعالية التأزم. ويحدث كل ذلك في مرحلة تتمدد فيها ويتزايد انتشار قوات الأمم المتحدة. الأمر الذي مهما كانت المسميات له، يعني إنتقاص (ان لم يكن إنتفاء) سيادة دولة المؤتمر الوطني. فكيف إذاً يمكن أن تتطور الامور؟ هل سيفيق الحزب الحاكم الي حقيقة فشله في المحفاظة علي الوطن وأمن وسلامة وإستقرار وكرامة السودانين، كل السودانين؟ أم سيواصل بذات النهج؟ المؤشرات تدلل على تواصل سياسات دفن الرؤوس في الرمال كما يشير إلى ذلك السماح للطيب مصطفي بأصدار جريدة "- الانتباهة" وتكوين حزبه الداعي لإنفصال الشمال إضافة إلى مقترح عبد الرحيم حمدي بحصر الاستثمارات والتنمية في مثلث الوسط والذي لم يرفضة اوينكره الحزب الحاكم.

دارفور والتطور نحو الأبعاد الإقليمية في الصراع:

مرت الأزمة بدارفور بمراحل عديدة ممتدة منذ عهد جعفر النميري ثم حكومة الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة، والتي تميزت بإعتبار مايدور مجرد عمليات "نهب مسلح" الأمر الذي اسهم في تفاقم الصراع وادخالة مراحل حرجة بإستخدام التباين العرقي في الإقليم وتجنيد القبائل العربية ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان وتسليحها بواسطة الحكومة "البرلمانية المنتخبة". هذه السياسة نقلت الصراع من عنف غير منظم تمارسه بعض المجموعات العربية ضد القبائل النيلية (الدينكا) حول مصادر الرعي إلى عنف منظم تقوده الدولة لتصفية حساباتها مع الحركة الشعبية. وبمرور الوقت عجزت الحكومة عن السيطرة على العنف والذي تمدد ليشمل أعداء جدد في نفس الإقليم. ورث نظام الإنقاذ هذه الوضعية وبدلاً من العمل وفقاً لأجندة وطنية حقيقية تشجع التصالح بالإقليم، عمق الصراع بسياسات أكثر منهجية وتنظيماً مما ادي لإتساع العنف والدمار. بالمقابل تطورت حركات المقاومة بدارفور لتصبح أكثر قدرة وتنظيماً من سابق عهدها سواءاً على صعيد العمل السياسي أو المسلح. تتمثل المرحلة الثالثة في تطور هذا الصراع إنتقاله من إطاره الداخلي إلى الإطار الإقليمي والدولي من خلال تدخل قوات الإتحاد الإفريقي، والحركة الحثيثة حالياً في المجتمع الدولي لإدخال قوات الأمم المتحدة بموجب "الفصل السابع" من ميثاق الامم المتحدة والذي يخول لها استعمال القوة لإحتواء الاوضاع المتردية.

بوصول الصراع في دارفور إلى هذا المستوى من التعقيد، تدخل الاوضاع منعطفاً حرجاً، وفي الغالب قد تؤدي نتائجه النهائية إلى إندلاق العنف إلى مناطق أخرى في العمق السـوداني. فعلي صعيد الحركات التي تقاتل النظام الآن بدارفور، قد يعني هذا التدخل الدولي تقوية لموقفها السياسي وسط الجماهير، خصماً على النظام. وعلي الرغم من هذه الأوضاع الحرجة، زاد النظام من إشكالياته بالأزمة التي نشبت بينه وبين النظام التشادي، والتي هي نتاج العقلية التآمرية وإدمان التعامل التكتيكي علي حساب الرؤية الإستراتيجية. فإلى مدى قريب كان النظام التشادي ـ وفي أحسن الفروض ـ يقف موقف المتفرج مما يدور بدارفور، بل أنه كان أحياناُ كثيرة يتعامل بفظاظة مع فصائل المعارضة المسلحة حرصاً على علاقته مع النظام بالخرطوم، حتي تصور البعض "أنه لا توجد أسباب أو مصلحة سودانية مباشرة لدعم المعارضة التشادية في الوقت الراهن". بالتالي تفجر الاوضاع بين الخرطوم وانجمينا كان مفاجأة غير متوقعة.

ينوه عرابو النظام الى احتمالين لتفسير إدعائهم "بإصرار تشاد على التصعيد" والذي فشلت ليبيا وافريقيا الوسطى في معالجته: التبرير الأول في رأي هؤلاء، "يتعلق بالتأثيرات السلبية لأي تقدم في تسوية ملف دارفور على تشاد، من زاوية التداخل السكاني وما يجلبه من مشكلات في حالتي الهدوء والتصعيد، وكثافة المعارضة في الشريط الحدودي وعدم استبعاد تأثرها بتصرفات متمردي دارفور في الحرب وتطبيقها للضغط على حكومة إنجمينا، فضلاً عن التلاحم القبلي بين غالبية الحركات المسلحة في الاقليم والسلطة الحاكمة في تشاد، مما يفرض على الأخيرة التزامات معينة قد لا تستطيع الوفاء بها". والتبرير الثاني عندهم،:"أن تشاد قامت بتحركها مدفوعة بحسابات دوائر خارجية، تريد إقحام السودان في ركن من التوتر المستمر الى حين ترتيب أوضاعه بصورة متكاملة. وما يضاعف من ترجيح هذا الاحتمال تزامن التصعيد مع بعض النداءآت الدولية بالتدخل وارتفاع سقف المطالب الأميركية من السودان...".

حقيقة الامر أن "النداءات الدولية بالتدخل" مردها تفاقم الاوضاع في دارفور وإستمرار المآسي الانسانية وتدفق النازحين وتزايد احتمالات الانهيار، ومخاطر هذه التطورات علي الدول المجاورة وبالذات المجموعة الفرانكفونية. الاتهامات الصادرة من تشاد كانت واضحة ومحصورة في دعم نظام البشير لـ"حركة التجمع من أجل الديمقراطية والحرية" التشادية للاطاحة بالحكومة. أما دوافع الخرطوم من وراء ذلك التحرك فهي الرغبة في إيجاد حل حاسم وتصفية سريعة للأوضاع في دارفور "قبل مؤتمر قمة الأتحاد الافريقي". وبواقع حسـابات الخرطوم، فإن الوصول الي ذلك الهدف يستدعي تغيير النظام في إنجمينا واحلاله بمجموعة موالية تماماً للمؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم، تشاركه عسكرياً في حصار وتوجيه ضربة قاضية لحركات المقاومة الدارفورية. إتضاح هذا الأمر للرئيس دبي دفع به لإعتماد سياسة متشددة تجاه الخرطوم بعد وصوله إلى نقطة اللاعودة في علاقاته الثنائية معها. هذه السياسة الجديدة لإنجمينا أكدتها الاحداث التي صحبت قضية رئاسة القمة الأفريقية بالخرطوم، والمعارضة الشرسة لتشاد علي إستضافة السودان لها ثم علي رئاستها، الشئ الذي ما كانت حكومة الخرطوم تحسب له أي حساب. فإدريس دبي وعلى الرغم من غيابه من القمة بالخرطوم، تمكن من التأثير بقوة على نتائجها من خلال ارتباطاته بمجموعة الدول الفرانكوفونية. كما أن مخطط الخرطوم أزعج باريس والتي قدمت دعم سخي تحسباً لأي تداعيات متسلسلة (Domino Effect) ربما تؤدي إلى سقوط دول أخري في المنظومة الافروفرانكفونية. عليه فإن إنعكاس هذه التطورات الإقليمية والدولية على النزاع في دافور قد يتخذ أشكال وملامح عدة، أهمها الدعم والمساندة لهذه الحركات وبمستويات مختلفة(دعم سياسي، لوجستي وغيره).

إن الموقف الجديد لتشاد ينبئ بإنعكاسات له على الصراع في دارفور أقلها في نوعية الدعم لحركات المقاومة(تحرير السودان والعدل والمساواة) سواء إن كان من إنجمينا أو من دول أخرى عبرها. كما أن هذا الموقف الجديد غير معزول من التحركات الدولية في المنطقة، وعلي سبيل المثال عند نشوب الأزمة التشادية السودانية وصل إلى المنطقة رئيس أركان الجيش الفرنسي وهو مؤشر لإهتمام باريس وقلقها البالغ تجاه هذه التطورات بتشاد ودارفور. وعملياً فإن سقوط النظام في تشاد يعني إنتقال القلاقل إلى حزام الدول الفرانكوفونية مما يمثل تهديداً مباشراً لدول المجموعة ومن ورائها المصالح الفرنسية في المنطقة، وهو ما لا تسمح به فرنسا. :ذلك علي الصعيد السياسي في دارفور قد تتغير أجندة حركات المقاومة بإتجاهات أكثر تشدداًَ، وهو الأمر الذي بدت مؤشراته من خلال الموقف الضاغط الذي إتخذته من إنعقاد مؤتمر القمة الأفريقية بالخرطوم والتهديد بالإنسحاب من طاولة التفاوض بأبوجا في حال فوز السودان برئاسة الإتحاد.

وعموماً فكل المقدمات تشير إلى أن الصراع في دارفور قد تصاعدت وتيرته، وقد يتمدد إلى كردفان على خلفية هذه التطورات الإقليمية. إضافة إلى ذلك أيضاً نجد متغيرات هامة على صعيد العلاقات بين الحركات نفسها، فعلي الرغم من أن الإنشقاق الذي عانت منه حركة تحرير السودان والصراع الذي قادته قبل فترة ضد حركة العدل المساواة قد أضعف موقفهما السياسي و الميداني بدافور. إلا أن التقدم الذي تحقق على صعيد توحيد جبهة هذه الحركات ضد النظام نجحت إلى حدما في التقليل من حدة تأثير هذه الإنشقاقات والمصادمات الداخلية، على الرغم من أن بعض الدوائر تقلل من أهمية هذا التقارب بقراءته على أساس أنه لايعدو كونه توحيد لمجموعة اثنية واحدة، متجاوزين بذلك عوامل موضوعية أخرى تتمثل في التباين الآيديولوجي بين الطرفين وتفاوت التداخل الإثني بينهما في علاقتهما بالسلطة الحاكمة في تشاد. غير أن ذلك قد لأ يؤثر في نشاط هاتين الحركتين ضد النظام. صحيح إن ذلك قد يقود إلى إنقسام قبلي آخر قائم علي محور(فور/زغاوا) على المدي البعيد من خلال الجروح التي تولدها المصادمات ما بين جناحي مني أركو مناوي وعبدالواحد، غير أن بعض المصادر ترى أن الأخير قد أصبح قاب قوسين أو أدني من التحلل والإنزواء بعيداً عن المسرح السياسي بدافور.

وبناءاً على هذه الفرضيات( المتغيرات الإقليمية لصالح الحركات المسلحة بدارفور، توحيد جبهتها الداخلية، تمدد التحرك الدولي في المنطقة، وفوق هذا وذاك تعامل النظام مع ملف دارفور برعونة)، من المحتمل أن يشهد الموقف العام تطوراً ملحوظاً يقود إلى توسع رقعة القتال ربما تصل إلى الأطراف الشرقية من كردفان. هذا على الصعيد العسكري، أما على صعيد المفاوضات بأبوجا، فمن المرجح أن نشهد تشدداً في المواقف بين الأطراف كلها، الحكومة تدفعها رعونتها، وقصر نظرها في التعامل مع قضية دارفور مدفوعة بطموحها في النجاح بتغيير النظام بتشاد لتعديل مسار الصراع في دارفور لصالحها، والحركات من الجانب الآخر يدفعها إلى الموقف المتشدد المتغيرات الإقليمية والدعم والسند الذي قد يترتب على هذه المتغيرات.

فإذا كانت جملة هذه المتغيرات تبني لنا مساراً واضحاً للأزمة بدارفور ملامحه تقود بإتجاه التصعيد، والذي قد يتم بحسب هذه الوقائع إلى إحكام القبضة والتضييق على النظام. فإن التدقيق في المشهد بدارفور يبرز عوامل دفع مضادة لهذا المسار، ربما تعمل على فرملته. ولمعرفة ذلك نطرح عدة أسئلة أهمهاً: أين ستقف الجبهة التي تضم حزبي الأمة والمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي من هذه التطورات؟ بإعتبار أن الصادق المهدي، والترابي لهما قواعد بمنطقة دارفور، هل سيقفان مع هذه التطورات أم ضدها؟ ما هي المتغيرات التي قد تطراء على مواقف القبائل العربية(الجنجويد) هل ستستمر في موقفها المعادي لحركتي التحرير والعدل أم ستكون لهذه التطورات الإقليمية مفاجآت على هذا الصعيد؟؟ ما هو موقف الحركة الشعبية بإعتبارها شريك مع النظام في حكومة الوحدة الوطنية؟؟ هل ستقاتل إلى جانبه ضد حلفائها أم ستتخذ موقف المتفرج؟ وما هي فرص النظام في الضغط على الحركة لدفعها للخوض في رمال دارفور المتحركة؟؟ كلها أسئلة يصعب التكهن بإجابات لها في الوقت الراهن، لكن بعض من الضوء على الإحتمالات الممكنة لمواقف هذه القوى السياسية قد يقرب وبمرور الوقت الوصول الي إجابات نهائية.

حزب الأمة والمؤتمر الشعبي:

المعروف تاريخياً أن معظم قواعد حزب الأمة ووجود مقدر للشعبي يتمركز بدارفور وبعض مناطق الوسط وبالتالي فإن دخول هذه المنطقة في حرب طويلة الأمد حتماً سيؤدي إلى تغيرات في مواقف التشكيلات الإجتماعية المختلفة، لأن النزاع سيتخذ طابع الصراع من أجل البقاء وهو ما سيؤثر على الولاءات القديمة لهذه التشكيلات الإجتماعية، وهو الأمر الذي لا يحتمله حزب الأمة وحليفه المؤتمر الشعبي. فتغيير هذه الولاءات بحكم الصراع تعني تمزق نسيج الروابط الطائفية القديمة ونشوء إنتماءات جديدة قد تكون قبلية أو جهوية أو سياسية لصالح حركات المقاومة بدارفور. لذلك من المرجح أن يتحرك حزب الأمة بإتجاه موقف ما، تدفعه مصلحة الحفاظ على قواعده. وهنا تنفتح إحتمالات للحزبين قد تكون متناقضة فإما، أن يقفا في هذا الصراع مع النظام تدفعهما هذه المصالح إضافة إلى عامل الحفاظ على الطابع العروبي والإسلامي للمنطقة. أو قد يسعيا للتفاهم مع حركات المقاومة بدارفور لضمان الحفاظ على قواعدهما. والإحتمالين قد يزجان بهما في أتون الصراع بصورة من الصور. لكن وبالرغم من رؤية هذين الإحتمالين يصبح من الصعب التكهن بموقف لحزب الأمة لا يخرج من هذين الإحتمالين، وذلك إعتماداً على مواقف الصادق المهدي نفسه، والذي عودنا تاريخه السياسي دائماً على إتخاذه مواقف مترددة عندما تصبح الأمور الجسيمة على المحك. أما الترابي، فيبدو أنه أقرب إلى إحتمال إيجاد صيغة تعامل مع حركات المقاومة بدارفور، أولاًً بحكم طريقة تفكيره، وثانياً وصول عدائه للمؤتمر الوطني نقطة بعيدة المدى قد لا تسمح له بمصالحته مرة أخرى. إضافة إلى أن هناك الكثير من الدوائر تؤكد على وجود صلة ما له بحركة العدل والمساواة مما يرجح من إحتمال إتجاهه للتعامل مع الصيغة الجديدة التي طرحتها حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان.

القبائل العربية:

كما ذكرنا منذ البداية إن النقطة التي وصلت إليها هذه المجموعات العربية تقف من خلفها السياسات الخاطئة التي إختطتها أنظمة الخرطوم منذ عهد النميري. ومؤخراً إستغلها النظام بصورة بشعة تحت دعوى الدفاع عن العرب ضد ما يسمونه بـ "الزرقة" والذين يمثلون الزغاواة، الفور، المساليت وغيرهم من القبائل التي تنحدر من أصول أفريقية. ومع مرور الوقت تحولت هذه الدعوة إلى أيديولوجيا مرتبطة بمصالح إقتصادية إجتماعية/سياسية لهذه المجموعات، لعبت الحكومة دوراً رئيسياً في تكريسها. علي الرغم من ذلك وبسبب خلفية التطورات التي أشرنا إليها يبدو أن تغير مواقف هذه المجموعات أمراً وارداً، والذي قد تلعب فيه المؤثرات الإقليمية دوراً ما في إطار المزيد من الضغط على نظام الخرطوم وتجريده من أدوات صراعه بدارفور. لكن يبقى هذا التحول رهيناً بمدي تأثير وسيطرة حكومة الخرطوم على هذه المجموعات وبالمقابل قدرة حركات التحرير في تبني مصالحات عريضة تجمع كافة أهل المنطقة على أساس أن جميعهم ضحايا لآليات التهميش التاريخي التي طالت المنطقة.

الحركة الشعبية:

يبقى موقف الحركة الشعبية هو الأكثر تحرجاً من هذه الأزمة بإعتبارها من جانب، حليفة لإحدي هاتين الحركتين وقد ساهمت في فترة ما في دعمها مادياً ومعنوياً وسياسياً. ومن جانب أخر، دفعت بها تطورات التوقيع على إتفاقية السلام لتكون شريكاً للمؤتمر الوطني. والموقف المعلن للحركة الشعبية أنها لن تقف موقف سلبي تجاه ما يحدث في دارفور وترى أن بمقدورها الإسهام بإيجابية للتوصل إلى سلام عادل بإعتبار أن تحقيق هذا الهدف يصب في شمولية الحل للأزمة السودانية وترسيخ السلام والإستقرار. لكن في كثير من الأحيان قد لا تفيد النوايا الحسنة عندما تصل التناقضات ما بين المصالح إلى مراحل حاسمة، فما يحدث في دارفور هو الآن صراع من أجل البقاء لجميع الأطراف. أيضاً هناك العوامل الموضوعية التي قد تقف حجر عثرة أمام حسن النوايا، فالحركة الشعبية، وبحكم إلتزامها بتنفيذ بنود الإتفاق (ومشاركتها في الحكومة) تصبح طرفاً في الصراع بدارفور. لكن وبالرغم من ذلك فعامل المفاجأت متوقع، ونستند في ذلك على الموقف القوي الذي صدر من قيادة الجيش الشعبي في حادثة همشكوريب الأخيرة، فقد كان المشهد جد غريباً إذ دفع المؤتمر الوطني بقوات لإستعادة المدينة فإذا بقوات الحركة تقف ليس في صف شريكها في "حكومة الوحدة الوطنية" وإنما في صف المعارضين لهذا الحكومة.

ثم كانت المفاجأة الثانية تصريحات رئيس الحركة والمشار إليها أعلاه، والتي تكشف أصرار المؤتمر الوطني على عدم مكاشفة شريكه (الحركة) في مجريات التفاوض بأبوجا أو الشرق. هذا شئ من أمرين، إما أن المؤتمر الوطني لا يثق في الحركة ولأ يأمن جانبها في التعامل مع حركات المقاومة في دارفور، أو لا يملك إستراتيجية للوصول إلى فض لذلك النزاع غير ماأوردناه سابقاً من مجرد الرغبة في الحفاظ على السلطة. وبالتالي يتضح من هذا أسباب ململة الحركة الشعبية وعدم رضاها عن الكثير من تصرفات شريكها في السلطة، مما يضع الإتفاق برمته على المحك. وقد لا نندهش إذما وقفت الحركة الشعبية موقفاً مسانداً لحركات دارفور خاصة إذا أصبحت الجبهة الجديدة بدارفور(تحالف القوي الثورية لغرب السودان) مقنعة سياسياً بإحتواء الإنشقاقات داخل حركة تحرير السودان، ومن ثم توسيع وحدة المواقف التفاوضية في أبوجا، إضافة إلى إستعادة المواقع المفقودة وسط المجتمع الدولي بسبب الإنشقاقات السابقة. مثل هذه التطورات قد تدفع الحركة الشعبية لإتخاذ مواقف مساندة تخذل رهان المؤتمر الوطني في الدفع بها للتقوقع والإنكفاء جنوباً، وهو الأمر الذي يبدو أن الخرطوم تعول عليه في كافة القضايا حتى لا تصبح الحركة الشعبية بثقلها إضافة لثوار دارفور والشرق، وتبتعد عن كافة قضايا الحكم تاركة المجال واسعاً للمؤتمر الوطني لتنفيذ أجندته. لكن سيكون من الصعب التكهن بما إن كان ذلك المخطط ممكن تنفيذه في خضم التناقضات التي تعصف بإتفاقية السلام وكذلك بسبب الوعي الثوري الكامن داخل الحركة الشعبية التي ناضلت على مدى أكثر من عقدين ضد الإقصاء والتهميش.

شرق السودان:

أيضاً على الجبهة الشرقية لا تبدو الأحوال أقل إستقراراً، وسمائها موعودة بإضطربات عاصفة. بداية هذه الإضطرابات شهدتها مدينة همشكوريب حيث تحركت مليشيات حكومية من قبائل البجا وأتباع سليمان بيتاي تدعمها قوات حكومية كبيرة والتي إشتبكت لفترة وجيزة مع قوات جبهة الشرق بعد أن طلب من الحركة الشعبية إجلاء الموقع. إلا أن الحركة إستدعت المزيد من قواتها مما رفع من حدة التوتر وأدي في نهاية الأمر لنشر قوات الأمم المتحدة في المنطقة. هذه الأحداث نبهت إلى العديد من الإفتراضات والتي من ضمنها إختبار موقف وقدرات الحركة في التعامل مع المستجدات. وفي هذا الصدد فإن تصرف غير الذي جرى من الحركة كان يعني إحراجها مع حلفائها السابقين في الشرق، ويشجع المؤتمؤ الوطني على المضي قدماً في تطبيق المزيد من أجندته دون وضع أي إعتبار لشريكه في الحكم. الفرضية الأخرى أن المؤتمر تحرك وفق إستراتيجية تهدف إلى إستنساخ تجربة الجنجويد لتعميق الشروخات داخل المجموعة الإثنية الواحدة وذلك إستعداداً لجولات المفاوضات في ليبيا.

الجديد في الأمر هو دخول ليبيا كوسيط ما بين جبهة الشرق وحكومة الخرطوم، وذلك على الرغم من التحفظات الغير معلنة من العديد من الأطراف والتي تنطلق من التجربة السابقة لفصائل التجمع للوطني الديمقراطي مع المبادرة المشتركة (المصرية الليبية) في أغسطس 1999. كذلك هناك الإرتباطات العميقة لطرابلس بالنظام والتي تجدد تأكيدها عند دعوة الرئيس الليبي لقيادة حركات التحرير في يناير 2006 وطلبه منهم إلقاء السلاح حماية لأرواح المسلمين الذين تقل أعدادهم عن معتنقي الديانات الأخرى في العالم(!). وكما هو معلوم سبق وأن تبنت طرابلس مفاوضات جزئية في نهاية ديسمبر مابين حكومة الخرطوم وتنظيم الأسود الحرة أحد فصائل جبهة الشرق. وذلك على الرغم من دعوة الجبهة بأكملها للتفاوض مع الحكومة. هذه التوجهات المتناقضة لا يمكن إرجاعها إلى القيادة الليبية وحدها وإنما بالتأكيد هو تحرك بإيعاز من الخرطوم وهو الأمر الذي يؤكد نهج النظام الإستهتاري في التعامل مع قضايا مصيرية والذي تمثل في تغذية طموحات شخصية للقيادة الليبية لتلعب دوراً يخدم مصالحها، ليس مع الشرق فحسب وإنما في دارفور أيضاً.

من هنا..إلى أين؟

هذا الرصد العام يبين نهج المؤتمر الوطني في التعامل مع القضايا الوطنية بمقتضى ماتفرضه المصالح الضيقة للتنظيم، وليس إستناداً على رؤية إستراتيجية لمستقبل الدولة السودانية أو العلاقات الإقليمية والدولية. ومن إستعراضنا للحالة السودانية يبدو واضحاً أن المهددات الحقيقية لفض النزاعات والمفاوضات لا تكمن في التأثيرات الخارجية أو ما يدعيه النظام من مؤامرت غربية أو صلبيبة أو غيرها ضد "التوجه الحضاري" وإنما هي حقيقة بسبب عامل داخلي خاص بمنهجية الجبهة وإصرارها على البقاء في السلطة وإستحلاب كل الثروات الوطنية والتعامل برؤى تفاوضية ترتكز على: "ما أملكه هو حقي وما يملكه الطرف الآخر هو قيد التفاوض بيننا". هذه النظرة الضيقة والإصرار على الهيمنة على السلطة والثروة هي التي جعلت دارفور قضية دولية للتطهير العرقي. وذات النهج نراه يدفع بالجبهة الشرقية للإنفجار. فقد أشارت دراسات على مدى العامين الماضيين للأحوال الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في كلٍ كسلا، القضاف وبورتسودان أن تفشي العطالة واليأس من الفرص إشتداد حدة الفقر والركود الإقتصادي وهيمنة القلة الإسلاموربوية على السلطة والثروة تدفع بالكثيرين للحديث عن مغزي الرضوخ لهذه الأوضاع مما يهدد بنقلة نوعية وكمية خطيرة في حدة الصراع بالجبهة الشرقية. العديد من الرجال والنساء في المنطقة الشرقية يشيرون إلى ما تحمله الفضائيات من عمليات إنتحارية وعنف أقعد جهاز الدولة في العراق ودول أخرى الأمر الذي برمزية أهل الشرق يحمل مغازي كثيرة وخطيرة. لكن في نهاية المطاف تبقى مسئولية دفع المواطنين إلى هذا النوع من التفكير ترتد إلى سلوك الدولة والقوى المهيمنة.

بهذه الرؤية يتضح أن الشرق في طريقه إلى أن يكون دارفور أخرى، كما أن الأقاليم الجنوبية لاتجد حتى الآن معنى أو جاذبية للحفاظ على علاقتها بالمركز. وفي كل الأحوال تقع المسئولية الأساسية على عاتق المؤتمر الوطني، خاصة بعد تصريحات النائب الأول لرئيس الجمهورية. إذاً ما هي التطورات المتوقعة خلال الفترة القادمة، وكيف ستكون ردود ألافعال المترتبة عليها:

1. إتفاقية السلام، حكومة الوحدة الوطنية: إتفاقية السلام في طريقها إلى غرفة الإنعاش بسبب تعنت وقصر نظر المؤتمر الوطني وإصراره على الهيمنة الكاملة(سياسية /إقتصادية /إعلامية / إجتماعية..إلخ). الحركة الشعبية أرسلت إشارة قوية عبر رئيسها بأنها لن تكون الشريك المستضعف في السلطة، وأن مجريات الأمور في الخرطوم تجعل الإنفصال خياراً أفضل. لا يعني هذا بالضرورة إعلان وفاة الإتفاقية بقدرما يؤشر إلى تواصل التوتر والتناطح بين الشريكين. لكن ما تزال إحتمالات أن يغير المؤتمر من نهجه، وأن يصبح أكثر عقلانية وديمقراطية مستبعدة. الأرجح هو أن تتضاعف محاولات شق الحركة الشعبية بالمزيد من الإغراءات لكادرها وتأجيج نيران النزاعات القبلية والجهوية في الجنوب، ولا نستبعد تدبير المزيد من الحوادث المؤسفة بغرض تصفية العناصر الرافضة للمهادنة والخضوع لهيمنة المؤتمر الوطني.

2. ملف دارفور: الصراع مرشح للمزيد من التصعيد في ساحة المواجهات المسلحة، ومزيد من التشدد في المواقف على جبهة المفاوضات بين الأطراف. غير أن تعنت المؤتمر الوطني وعدم إشراكه الجاد للحركة سيجعلها تنفكي لا جنوباً كما يراد لها، ولكن الإكتفاء بدور المتفرج على الشريك الذي يواصل في حفر قبره مع التأكيد للحركات والقوى السياسية المعارضة في باقي أنحاء السودان أنها تود المشاركة في فض النزاع إلا أن البشير ومجموعته لا يقبلون بالنصح. وبالتالي هي الحركة لا تقبل تحمل ثمن الفاتورة السياسية قومياً أو دولياً بسبب تدهور الأوضاع في الإقليم.

محاولات المؤتمر الوطني للإطاحة بالحكومة التشادية بدأت ترتد عليهم كما تشير إلى ذلك المعارك الدائرة على طول الشريط الحدودي مع تشاد والهجمات المتزايدة على المواقع الحكومية التي تبدو عاجزة عن التعامل معها، هذا الوضع مرشح للتفاقم خاصة في حالة تغلب الحركات المسلحة بدافور على التناقضات بينها وتوحيد عملها العسكري والذي من الممكن أن يتطور مما يمكنها من فرض سيطرتها على الإقليم بأكمله وربما أبعد من ذلك. في مواجهة هذا التطور لانتوقع أن تبدل الخرطوم من طريقة تعاملها مع الأمور، وإنما نراها ساعية لعقد تحالفات مع القوى التقليدية كما تؤشر لذلك مجاهدات أمين الإتصالات السياسية (مصطفى إسماعيل) خلال الأسبوع الماضي في الخرطوم. تطور العمل العسكري في هذا الظرف قد يدفع بالمجهودات السياسية لجمع شمل قوى السودان القديم ضد الغزو التشادي، الصليبي الداعم لحركات دارفور.

من ناحية أخرى فإن نجاح أو فشل المؤتمر الوطني في كبح جماح التصعيد الميداني لثوار درافور يعتمد على مدى توفيقهم في مد جسور التواصل والعمل السياسي المشترك مع باقي القوى السياسية المعارضة والنجاح في تطوير خطاب سياسي وجهد إعلامي يوضح رؤاهم السياسية ونواياهم وأجندتهم المستقبيلية تجاه، لا المؤتمر الوطني وحده وإنما الدولة السودانية وموقعهم منها.

من كل ذلك يبدو المشهد العام برمته في غير صالح المؤتمر الوطني، فإذا أضفنا إلى ذلك تداعيات القمة الإفريقية والتي تعطينا صورة عن عزلته الإقليمية ورفض المجتمع الدولي له، تتضح أمامنا ملامح الأزمة الخانقة التي تمسك بعنق النظام. وفي مثل هذا المناخ إذا كنا محقين في رؤانا فيما يختص بالشراكة مع الحركة الشعبية في إتفاقية السلام وفي تداعيات الأوضاع بدارفور نتصور إن الخيارات الممكنة أمام مستقبل الدولة السودانية من الممكن تلخيصها في التالي:

1.إحتمالات الصوملة:

على خلفية الأوضاع في دارفور وما صاحبها من متغيرات داخل الحركات وبين بعضها البعض ومن حولها في الإقليم فإن المتوقع تقدمها على مسرح العمليات العسكرية، مصحوب بتعثر في المفاوضات. وبالتالي تدفق الصراع وآثاره خارج دارفور. إذاً العنف متوقع له الإنتشار تجاه المركز. في ذات الوقت مستصحبين معنا تطور مقابل على الجبهة الشرقية يتميز بتحول نوعي في العمليات العسكرية(الفدائية) كرد مباشر على مجهودات إبتداع "جنجويد" في الشرق. فإذا كان المدخل لتفتت الصومال هو إعتماد سياد بري للمليشيات في تعامله مع المعارضة فإن سودان الإنقاذ قد قطع شوطاً بعيداً على هذا الطريق. لذلك فمن غير المتوقع أن يعمل النظام على مواجهة تلك الكارثة التي تدق على أبوابه بالحكمة، بل سيستمر في ممارسة تكتيكات الهروب إلى الأمام والإصرار على أنه يحكم السودان حتى ولو تبقت الخرطوم هي الوحيدة التي تقع تحت سيطرته. وأيضاً المؤشرات على ذلك موجودة(خطاب الطيب مصطفى وعبدالرحيم حمدي).

2. إنتشار التدخل الدولي:

الإفتراض أن تمزق الدولة السودانية وتفتتها لن تقف تداعياته على السودان فحسب بل تتمدد للدول المحيطة به وهو ما يهدد الإستقرار والأمن الإقليمي والمصالح الدولية بها. وفي ذلك التطور أسباب كافية لدفع المجتمع الدولي على للتدخل المباشر على وفق الفصل السابع الذي يخول الأمم المتحدة لإستعمال القوة للتعامل مع أي أوضاع تهدد السلمي العالمي. هناك في السودان الآن 10 ألف من قوات الأمم المتحدة من 50 دولة منتشرة في الجنوب والشرق والخرطوم. أما قوات الإتحاد الإفريقي والبالغ عددها حتى الآن 7 ألف جندي يدور الحديث الآن لرفعها إلى 20 ألف وتحويلها إلى قوات أمم متحدة. وبإلاضافة لذلك هناك قوات شرطة دولية وإذاعات تابعة للأمم المتحدة في جوبا ودارفور وقريباً الشرق والخرطوم. في حديث آخر السودان أصبح فعلياً أقرب لمحمية دولية منه إلى دولة مستقلة ذات سيادة. أضافة لجملة تساؤلات حول كيفية الوصول لخطة تحدد انتهاء مهمة هذه القوات وتوقيت مغادرتها الاراضي السودانية؟ والاثار السياسية و الاقتصادية والاجتماعية/الثقافية اتواجدها؟

3. نجاح النظام في الخروج من أزمته(إعادة إنتاج النظام بشكل جديد):

أي قراءة لأحتمالات الأوضاع لابد أيضاً أن ترصد حتى أضعفها والتي في هذه الحالة أن يخرج النظام من عنق الزجاجة بفضل الإمكانات المادية الضخمة التي يمتلكها وإستعدادته في مقابل ضعف القوى السياسية الأخرى. فقد نجح وإلى حد بعيد حتى الآن في تفكيك المعارضة وهزيمتها في إنتخابات المحامين والمزارعين والنقابيين. على هذا المنوال يعتقد بعض المراقبين أنه بإمكانه منافسة الحركة الشعبية حتى في الجنوب، وأن ما يسمح به من أصوات داعية للإنفصال لا تعدو كونها تكتيك القصد منه التغطية على حقيقة نشاطه السياسي المنظم والهادف إلى تقوية أوضاعه في قواعد خصومه. نجاح النظام في تحقيق هذا الهدف بالتأكيد سيدخله مرحلة الشرعية الدستورية. لكن السؤال هو عما إذا كان "تسنامي" دارفور سيتأخر حتى موعد الإنتخابات ويعطي المؤتمر الوطني كل ذلك الوقت. كذلك قد يغير المؤتمر مواقفه تجاه مجلس الأمن ونشر القوات حتى ولو كان لتفادي محكمة الجنايات الدولية ويسعى إلى أن يستعمل التدخل الأجنبي لصالحه لأنه قد يحد من نشاط حركات المقاومة ضده، ويدفعها من جانب آخر إلى طاولة المفاوضات لحل الأزمة ودخولها إلى مسرحه(حكومة الوحدة الوطنية) حيث يسهل تفكيكها من خلال العمل السياسي. في حال تحقق هذا الإحتمال الضعيف يكون النظام قد نجح في أعادة إنتاج نفسه بصورة جديدة تكتسب الشرعية الدستورية.

خاتمة:

يبدو أن المستقبل أكثر تشاؤماً على صعيد تحقيق أجندة التغيير في السودان، وتبدو الحلول مستعصية وأكثر تكلفة، فالظروف الموضوعية لتحقيق ذلك لم تصل إلى مرحلة النضج بعد، سواء إن كان على صعيد الأوضاع العامة أو التغييرات داخل البني السياسية المعارضة للنظام. قي هذا الشأن فإن الضعف التنظيمي والهيكلي والفكري لقوى المعارضة بشكل عام وحركات التحرر في الشرق على وجه الخصوص هو العامل السحري في هيمنة المؤتمر الوطني، ولا تقل أهمية عن إعتبارات قدارته المادية. هذه القوى تحتاج إلى زمن ليس بالقليل لإستعادة فعاليتها السياسية لهزيمة النظام، وهو وضع يشترط أول مايشترط، مناخاً صالحاً للعمل السياسي، في ظل إحترام للدستور والرغبة الحقيقية في تنفيذ بنود إتفاقيات السلام المختلفة، وهي أمور لايبدو أن النظام مستعد على السماح بها. فشروط كهذه تصبح مدخلاً لمنافسته على السلطة تنتهي بتفكيكه على مدى زمني قد يطول أو يقصر. فكثير من القوى التي كانت تراودها أحلام العمل السياسي تحت ظروف إنفتاح وتحول ديمقراطي، فقدت الآن أي بارقة أمل في حدوث هذا التحول، بل إن بعضها يفكر في العودة للعمل المسلح مرة أخرى.

إن النظام لم تكن أبداً ضمن أجندته إحلال التسوية السليمة وإقرار التعايش بين أبناء الوطن الواحد، بقدرما كانت ـ أي هذه الإتفاقيات ـ مجرد أدوات لمزيد من "التمكين" وإكتساب الشرعية في ظل مجتمع دولي يتهمه بالإرهاب. فإتفاقية السلام مع الحركة الشعبية، وبدلاً من أن تتحول إلى أداة لتفكيكه كما كان يصر الوسطاء من أصدقاء الإيقاد أيام مشاكوس/نيفاشا، أصبح يستعملها الآن لتثبيت هيمنته على الأوضاع وسيطرته على الدولة. بإختصار إنعكس الوضع تماماً حيث يواصل المؤتمر الوطني مساعي إمتصاص الحركة داخله باللعب على تناقضاتها خاصة بعد الرحيل المفاجئ لقائدها. أما على صعيد التجمع الوطني الديمقراطي فالأمر أوضح من أن يعاد شرحه، فالحزب الحاكم نجح في تفكيك التجمع ليس بعد دخوله وإنما على ورقة إتفاق القاهرة نفسها، بمعني أنه لم يدفع بعد حتى ثمن هذا الإتفاق وبأي صورة كانت.

في نهاية المطاف لا نرى أن المؤتمر الوطني سوف يبحر في مياه هادئة في الفترة القادمة، وكما ذكرنا فأن "تسنامي" دارفور يلوح في الأفق ولا نظن أن المؤتمر الوطني بنهجه الذي ناقشناه هنا قادر على مقاومته. كما لانظن أنه قادر على الإنحناء للعاصفة بتغيير نهجه، وإنما وبإدمانه للتكتيك نتوقع أن يرمي بالتنازلات الوقتية المحدودة ويقدم على الخطوات الرمزية التي إعتمد عليها كثيراً في الماضي لتشكيل إنطباعات تخدم بقائه في السلطة. كذلك نراه يلعب على الأوتار الدينية والعرقية ويستجدي العواطف الشوفينية في الشارع السوداني، وبذلك قد يكسب يعض الوقت قبل أن يضربه الزلازل في المركز. العامل الأكثر تأثيراً في هذه المعادلة مرتبط بقدرة الحركات في الغرب والشرق في تطوير عملها السياسي وخطابها للمجتمع الوطني قبل الدولي حتى تتمكن من محاصرة نظام الخرطوم وسحب البساط السياسي من تحت قدميه.

***********

Thursday, February 02, 2006

خطرفات

خطرفات

اليخت وسو البخت

وانا اقرا اليوم مقال النيويورك تايمز عن اليخت الرئاسي الذي انتظره الرئيس السوداني كثيرا ليتفاخر به لدي خراتيت افريقيا سالت نفسي كثيرا اليس الرئيس والسيد خلفالله السمسار بتاع اليخت سودانيين مثلنا وعندهم اهل وقرايب واصحاب في كل السودان منهم الذي يموت وهو في عرض حال حبوب لعلاج الملاريا او غسيل كلي او مش قادر يودي ولده المدرسة لانو ماعندوش حتي حق الكراسة و قريبة صغيرة في القرية لم تتهني بزواجها وماتت عند النفاس لعدم وجود داية وعشرات الاطفال الماتو في قراهم من الجفاف .. هل الرئيس والسمسار عندهم نطارة خاصة وسماعات للاذن خاصة مهمتها ان تريهم وتسمعهم ماهو غير ذلك ....هل يعقل ان هؤلاء لا يعرفون مطلقا عما هو حال البشر في السودان شماله وجنوبه وغربه وشرقه ... مابال هذا السمسار السئ يفعل بما بقي من قليل من البنية التحتية من طرق وكباري واسلاك وابراج كهربا كل هذا الدمار ليصل بيخته الملعون الي الرئيس المنتظر ... لماذا يوافق الرئيس علي كل هذا الدمار وهو يقرا ويسمع عنه ....

الريس قال ان انقلابه علي ما كان قبل يونيو 1989 هو انقاذ للسودان من مساوئ الحزبية والمحسوبية والفساد والتلاعب بالمال العام .. طيب دة اشنو ... بس ده وحدو خلونا من الباقي الماعارفنو......الا يراعي هؤلاء الله في اهلهم وذوي القربي ممن ينالهم من سوء افعالهم ضرر كثير مادي ومعنوي خليكم من باقي السودانيين.... يا ويل السودان من اليخت وسو البخت

الدلاهات وقلة الذوق

هذا السودان تفي العاملي ضغط وسكري الاستماع اليه نوع من جلد الذات كوني اني سوداني ومهما حولت الي محطة اخري لازم ارجع الي المصيبة دية .. حالة تشبه تماما ما نحن جميعا فيه نسافر الي بلاد الدنيا ونرجع الي الكتاحة والملاريا واليخت الرياسي و العفونة الاغريقية والبيوت الرئاسية وابو عصاية وابو عيون وابو نطارة ...

مات المرحوم صلاح احمد ابراهيم كمدا وهو في المهجر من سوء حال البلاد والعباد قبل اعوام مضت ولو كان امد الله في عمره وحضر زمن اليخت الرئاسي ما عارف كان حيحصلو شنو اكتر من الموت كمدا و ابتلي الفنان محمد وردي بفقد زوجته فجاة قبل كام يوم والفراش لسه ما اترفع ولكن دلاهات سودان تفي لم يجدو وقتا مناسبا الا هذه الايام لبرنامج مباشر لاغاني محمد وردي واشعار المرحوم الشاعر صلاح احمد ابراهيم .. تصورو الناس ماشة تعزي وردي في فقده وسودان تفي مشغلة شرائطه الغنائية وهو يغني ويرقص وفي المغربية يعني وكت الناس ببتوجه للمناسبات الذي دي .....

دلاهات وقلة ذوق

سيلفا ترك الحلم يموت فتناوشته أقلام السدنة

جمع السيد سيلفاكير النائب الأول الصحفيين وشكا لهم من التباطؤ فى تنفيذ
الاتفاقية فسلقته أقلام سدنة النظام من كتبة الأعمدة الصحفية.

شكا من عدم معرفته لنصيب الجنوب من البترول فأوردوا حساب المالية قائلين أن
الحساب ولد ولم يدعى أحد بأن الحساب بنت ولكن السيد سيلفا قال أن ترسيم
الحدود لم يتم وعليه تحتسب المالية نصيب الجنوب من آبار قليلة هى حسب
خريطتهم غير المعلنة ولا المتفق عليها هى كل الآبار الجنوبية – وكل ما طالب
به الرجل هو ترسيم الحدود ليعرف صحة هذا الإدعاء.

وعندما تكلم عن أبيى قالوا له لماذا لا تناقش هذا الأمر مع سدة الرئاسة
ولاموه عن التحدث عنها عبر الصحف ناسيين أن أول من تحدث عنها للصحف كان
رئيس نظام الإنقاذ نفسه عندما قال أن اللجنة تجاوزت صلاحياتها.

وبالطبع لولا تفريط السيد سيلفا فى الحلم الكبير الذى أوقد جذوته سيد شهداء
أفريقيا الراحل قرنق وهو السودان الجديد الذى آمنت به الملايين هم الذين
استقبلوه ذلك الاستقبال الحاشد الذى خلع الإنقاذ وألجم لسانها – لما
تطاولوا عليه ووجد نفسه فى هذا المأزق.

ولكن بعد رحيل الشهيد قرنق استمع سيلفا لبعض المهرجين السياسيين الذين
أقنعوه بأن شراكتهم مع الإنقاذ تفرض عليهم الطاعة العمياء والموافقة على
الأخطاء – مما جعل الإنقاذ تمارس شمولية أبعدتها وأبعدت البلاد عن طريق
التحول الديمقراطى.

وحتى العقلاء من رجال الحركة أمثال د.منصور بدءوا يتحدثون عن عدم قدرة
الحركة على الدفاع عن أجندة الغير – متى كان الدفاع عن التحول الديمقراطى
ممثلاً فى نقابات واتحادات منتخبة تحت قوانين عادلة وبشفافية يمثل أجندة
مخالفة لأجندة الحركة ؟ - وكذلك السيد وزير الخارجية لام أكول الذى لم نسمع
له صوتاً إلى أن نسينا أنه وزير خارجيتنا إلا عندما انبرى للدفاع عن رفض
النظام لتدخل الأمم المتحدة وبغض النظر عن صحة هذا الموقف أو خطأه ما كان
يجدر بلام أن يتعرض له. لأن الحركة الشعبية طالبت بتدخل الإيقاد وأصدقاء
الإيقاد والأمم المتحدة بعشرة ألف جندى فهل يحق لعضو فى الحركة الشعبية أن
يقول هذا حلال علينا حرام على حركة دارفور – دعها تأتى من غيرك يا سيد لام.

فبعد إضاعة التأييد الشعبى لم يتبق لك يا سيد سيلفا إلا أحد أمرين الحرب
وهذه أصبحت مستحيلة أو الانفصال وهذا يقتضى إجراء استفتاء أظن أن الإنقاذ
قادرة على جعل الوصول له أطول زمناً من الاستفتاء على الصحراء الغربية.

الرجوع لفكرة السودان الجديد والإيمان بالمواطنة والعمل من أجل التحول
الديمقراطى ستكون أجدى من أى سبيل آخر.

* *

*صلاح إبراهيم أحمد*

*02-02-2006 *

* *