Thursday, February 16, 2006

الإنقاذ وحزب الأمة

الإنقاذ وحزب الأمة
آمن حزب الأمة بالسلام والتحول الديمقراطى فسرح جيشه ومحاربيه وعاد ساسته للبلاد وخلال المفاوضات أغدق أهل الإنقاذ فى تمجيد الثورة المهدية والإشادة بحزب الأمة.
قبل العودة بقليل اعتقدت هيئة شئون الأنصار أن عودة القبة لها تسبق عودة المحاربين فاحتلوها فما كان من مجذوب الخليفة إلا أن أرسل جحافل جيشه الخاص (نعم كان لمجذوب جيش خاص بولايته – وقيل أيامها إنه والى مركب مكنة رئيس) فطردوا الأنصار من القبة شر طردة.
وما أن استقر المقام بحزب الأمة فى بقعة المهدى حتى بدأت سيوف المعز وذهبه تعمل فى أطراف الحزب حتى أتموا شقه وكافأوا المنسلخين بعربات الكامرى والوزارات.
اتفاق جيبوتى يقول بالتحول الديمقراطى وحق المواطنة – فأيد الحزب تكوين عاصمة قومية فوصم بالردة والخروج عن الملة.
كنا ثلاثة من حزب الأمة السيد/ محمد على المرضى حاكم كردفان السابق ووزير العدل حالياً والسيدة/ مريم الصادق وشخصى فى نيروبى لحضور جلسة مفتوحة من جلسات مفاوضات السلام بنيفاشا – عندما وصلنا لمكان الاجتماع رحب بنا رجال الحركة الشعبية ودعونا إلى مائدة الإفطار فى الفندق الذى كان يعج بمراسلى الصحف ووكالات الأنباء ومصورى الفضائيات وبعض من أعضاء التجمع وكلهم سمح لهم بحضور الجلسة الإجرائية المفتوحة ولكن وبمجرد ظهور جماعة حزب الأمة خرج مفاوضى الإنقاذ وطلبوا من الجنرال سيمبويا منعنا من دخول القاعة فرفض الرجل منعنا بالاسم مع السماح للآخرين بالحضور وعندما أصر وفد الإنقاذ على منعنا قال لهم الجنرال سيمبويا الحل الوحيد هو أن نعلن أن الجلسة مغلقة وهذا فيه حرج كبير لأننا أعلنا أنها مفتوحة وبالتالى حضر جميع هؤلاء الصحفيون فتمسكوا برفضهم لحضورنا فرضخ الجنرال وعبر لنا عن أسفه وأعلنوا الجلسة مغلقة – حدث هذا بعد أن نبذنا الكفاح المسلح ووقعنا على اتفاق جيبوتى .
وعندما ارتكبت الإنقاذ كل الأخطاء التى يمكن لحاكم ارتكابها فى دارفور حاول حزب الأمة بكل عقلانية إيجاد مخرج من هذا الموقف فعقدوا اجتماعات ضمت أكثر من ثلاثين حزباً ومنظمة مجتمع مدنى وخرجوا بقرارات حاولوا إقناع الإنقاذ بها حتى يتمكنوا من عقد مؤتمر يضم الجميع فما كان من الإنقاذ إلا أن أسرعت بمؤتمر ضرار لإجهاض مؤتمر حزب الأمة.
وأما مطالبة حزب الأمة بمؤتمر جامع فأصبحت مثار سخرية الإنقاذيين – وأما عن سبل تمكينهم فصرحوا بأنهم لن يتزحزحوا عنها قيد أنملة – وبعد كل هذا أرسلوا طبيباً لعلاج الموقف والغريب أنهم أرسلوا طبيب أسنان وكأنما اعتقدوا أن حزب الأمة يعانى ألماً فى أسنانه – وتذكر النطاسى البارع أن السودان يعانى من أزمة طاحنة يودون من حزب الأمة أن يساهم فى حلها – وما لم يقله يساهم من أى موقع ؟ – وهو فى نظرهم الحزب الذى فقد قواعده والحزب الذى كفروه لأنه دعا لعاصمة قومية ورفضوا لممثليه حضور جلسة مفاوضات مفتوحة ويفاخرون بأنهم استقطبوا جميع قياداته.
صدق من قال إن لم تستحى فأفعل ما شئت.


صلاح إبراهيم أحمد
14/02/2006










No comments: