Thursday, November 30, 2006

اتمقلبت باختياري وبفلوسي والله يجازييك يالسر قدور

اتمقلبت باختياري وبفلوسي والله يجازييك يالسر قدور

المقالب كثيرة ولكن معظمها ليس بالضرورة مفروضة او غصبا عنا ولكن نحاول دائما ان نعلقها علي شماعة ما ك "حسن النية" او " عدم المعرفة " او "غصبا عني" وخلافه ؟؟؟ اتمقلبت كثيرا زي كل خلق الله في العمل وفي الناس وفي المطاعم واتذكر اول مرة اتمقلب في مطعم كان في فندق صحاري في مستهل السبعينات عندما ذهبت مع زملاء عمل للغداء هناك وكان مطعمه فاخرا يديره شيف لبناني اسمو سمير .. عموما عجبني اسم " حلو اليوم " وكانت هنالك اشياء حلوه كثيرة لكني اصريت علي " حلو اليوم " ولم اسال "باختياري" وطلبت " بفلوسي" وطلع السيد حلو اليوم "بطيخا" وفي البطيخ "احمر الخدين " بس يعني ما احمر كلو ... والمقلب التاني في المطعم كان لشيقيقي الاكبر الذي زارني في اول الثمانينات حيث اعيش وعزمنا صديق من اهل البلد في مطعم سوري مشهور حينئذ وقبل الغزو الكانتاكي والمكادولاندي والبيتز هتي وخلافه .. الجرسون كعادة اهل الشام "سمع لنا" قصيدة من اسماء الماكولات والمشروبات جعلتنا مبتهجيين وكان ضمن ابيات القصيدة " خروف محشي" ودون ان "يسال" اخي عن " حجم الخروف المحشي" طلبه . اتي الجرسون بالطلبات الخاصة بكل واحد ووضع اما م شقيقي صحنا صغيرا به شوية رز وقطعة لحمة .. لم يعر اخي هذا الصحن انتباها وانتظر وهو يقزقز ب بالسلطات الكثيرة وعندما كدنا انا وصديقي ان نكمل وجبتنا وما زال اخي يقزقزق في السلطة نادي الجرسون " يا معلم وين الخروف المحشي ؟ " فاجاب الجرسون " انت طلبت طلب واحد وجبناهولك ؟ " اخي "وينو ؟ " الجرسون " ماهو دة ؟ " مشيرا الي الصحين ( تصغير الصحن ) وهكذا رايت مقلبا اخر بالاختيار بس علي حساب المضيف ...
وفي رمضان الماضي اتمقلبت وعلي حسابي وباختياري بقناة النيل الازرق رغم خبرة طويلة منذ 1960 مع تلفزيون السودان زادت في منتصف التسعينات بوصول الفضائية السودانية وما تلي ذلك من سكري وضغط وباختياري وفلوسي كذلك فالضغط تشرف مع وصول الفضائية وتبعه "السكري" كدة وراء بعض .... وكثير من معارفي يتهمونني بانني احب تعذيب الذات عندما يجدون شاشة التلفزيون التي تجاور شاشة الكمبيوتر في كورنر خاص بي اينما اسكن وهي مضبوطة علي سودان تي في ...
ولاسباب يعرفها المهجريين ( المغتربيين) فالمحطات الفضائية التي في متناول الجميع مجانا او باشتراكات منها الرخيص ومنها الغالي ومنها بالدشات ومنها بالكبيل كثيرة ومتعددة وكل سلطة مركزية في البيت لها محطاتها وبالتالي فاجمالي المحطات يصل الي بعض مئات وفي حالة العبدلله حوالي الف وستمائية رغم ان كل الاشتراكات هي لحوالي عشريين ولكن هنالك مئات من المحطات الحوافز التي تاتي معها .. الغرض هو ان اشير الي خياراتي كثيرة واصراري علي" اس دي تي في" امر يستوجب مراجعة طبيب "نفساوي" كما يشير الي بعض الاصدقاء وعندما تنظر الي بنتي الصغري شذرا وهي في زيارة خاطفة الي ركني ..؟
ونرجع االي النيل الازرق فقبل فترة كنت اشاهدها احيانا وعرفت حينئذ انها تحت التجربة واختفت وعرفت انها تسفرت او تشفرت فحمدت الله فلقد اعفاني عن ضرتيين وانا حساس ورقيق جدا في هذه الامور وحيائي الشديد يمنعني من صرف احداهن وبالتالي ماشي جاي بين الاتنتيين ..وعندما تشفرت قناة" البي ان سي " اتحكرت الضرة" اس دي تي في " وانا حمدت المولي لانها جات منها ... وفي رمضان الذي فات قريبا قرات في سودانيزاونلاين عن برنامج مافيش زيو اسمو اغاني وفيهو السر قدوور .. وبما اني معجب بمقدرة ال قدور الكلامية منذ ان كنت يافعا ومع المداخلات اليومية ( الله يسامحك يا حسين ملاسي ) شعرت بانني جاهل ..فكيف لا اتابع البرنامج وهناك من يترك الافطار في بيته ويذهب الي بيوت اهله واصدقائه المشتركيين في البي ان سي ؟؟ وسالت صديقا هنا فقال " بسيطة دي كلها عشرة دراهم امشي اي محل بتاع دشات واشتري الكرت ؟ انا اول رمضان اشتريت واحد مخصوص عشان السر قدور ؟ " وعليه وفي يوم عطلتي الاسبوعية ( السبت ) خرجت ابحث وانا اعيش في مدينة تاتي في المرتبة الثالثة للمدن الاكثر ازدحاما بالسيارات .. ضاع من وقتي حوالي الثلاث ساعات وكل المحلات التي اعرفها لاعلم لها بكرت البي ان سي وفي اخر النهار اتصلت بالاي ار تي وهي صاحبة البي ان سي فعلمت منهم ان حكاية العشرة دراهم دية انتهت وانو لو عايز البي ان سي لازم اشتري البكج كلو وفيه البي ان سي بخمسة درهم بدل عشرة وقد كان دفعت ثمانمائة وثلاثون منها خمسة فقط للبي ان سي ورجعت مزهوا مزغططا وانتظرت المساء بفارغ الصبر ومعدة فارغة -كنت صايم اكيد –وهكذا صرت اشاهد البرنامج وكمان اتطاول واشارك في مداخلات بخصوص البرنامج وانتهي رمضان وراح البرنامج هنا ابتدات المشكلة ؟؟ فلقد كنت في زمان السر قدور تنته مشاهدتي للبي ان سي بنهاية برنامجه باقي الوقت تراوييح ونضمي ووووو ...ولكن بنهاية رمضان ونهاية البرنامج اضطررت لان اشاهد برامج اخري في البي ان سي ....ومش عارف هل هي برامج ام لا ؟؟ شوية بنات واولاد قاعديين بتونسوا وبعديين واحد فجاة يظهر وهو بيغني او واحد حايم شايل مكرفون وبيسال اسئلة بايخة وسطحية؟ومسلسل مصري شفتو قبل زمن و اعادة الي نفس البرامج الي شفتها الاسبوع الماضي .. وحيث ان شاسة التلفزيون تجاور شاشة الكومبيوتر فان تركيزي علي احدهما ليس كاملا ولكن شاشة الكمبيوتر والكي بيورد ياخذان اكثر من مطالعتي لشاشة التلفزيون ولكن استمع فقط وبالتالي يختلط علي الامر فاحسب البي ان سي هي الاس دي تي في وبالعكس ...نفس الاسلوب والنضمي و الخواء وبرامج مشتركة بين الاثنتيين في المعني والمضمون واشكال المتحدثيين الا ان الديكور يختلف ( وهذا هو الاختلاف الوحيد الظاهر ) ..
انه امر محزن ؟؟؟ نحن كخلق الله لنا في الابداع والتحديث نصيبنا ولكننا لا نعكسه في قنوات اتصالنا وفي بلادنا وكل ابداعاتنا تظهر عندما نعمل عند غيرنا او نعملها لغيرنا ... اعلاميون ومهنيون وكتاب ووووو سودانيون لهم نصيبهم من الشهرة والابداع عندما يكون الغير هو المكان وصاحب العمل ولكن عندم يكون السودان فلا ولكننا نصر علي اننا الاحسن...
ان ا"بي ان سي" مثل ضرتها الكبري " اس دي تي في " يعاني فيها الخلق والابداع من فقر دم فهي تصر علي نفس القوالب النمطية لضرتها الكبري رغم اختلاف في الملبس والمكياج ...بلاد كالسودان غنية بابداعات قبائلها وشعوبها ولا يحتاج ذلك الابداع الا الي اخراجا ومهنية في العرض حرام ان تكون شاشات تلفزيوناتها بهذا الخواء والفقر ...البي ان سي امكانات تقنية وضعف مريع في ادارة الامكانات والاستفادة منها واعطاء الفرص للمئات او ربما الاف الشباب السوداني القادر فكرا وخلقا وابداعا .. لايكفي وجها جميلا ولبسا جميلا (وكلاهما مهمان في التلفزيون) للمذيع ولكن يجب ان يكون هنالك فكرا وابداعا ومقدرة للخلق ومعرفة وعلما ...حواء السودانية "والدة " وابناؤها وبناتها المبدعات والمبدعون كثر وفي انتظار الفرصة ومن يمسك بايديهم ... حرام ان تعاني تلفزيواناتنا من ديناصورات تصر عي انها الاعلم والاقدر او من صغار اتت اليهم الفرصة فلم يطورو انفسهم او لا يهمهم ذلك فالوظيفة مضمونة بواسطة ما وليس لاجتهادهم وامكانياتهم الخلاقة ...

لقد تمقلبت في البي ان سي باختياري وبفلوسي واللي يجازييك يالسر قدور ...

Friday, November 24, 2006

غرائب المكتوبجي وحلاق القرية

-
ايها الاعزاء
الدنيا عبر ومن منا من لم يمر بنازلة او تجربة القت به في مكان ليس مكانه فنال ما نال او قرء ما لا يجب ان يكون او صدم باناس كانو عكس ما توقع او راي زيفا مبطنا بحق وهي الدنيا هكذا دنيا وليست عليا وواجب من راي مطبات في طريق ان يحذر اللاحقون حتي لا يصيبهم وسوء وخصوصا في زماننا هذا فالمطبات كثيرة واشكالها تعددت بتوفر معينات تقنية كثيرة وفي العالم الاسفيري وهو فضاء واسع لا حد له الا بصائرنا ... وعند النازلة يكثر الاحباط ويتعلق الناس بكلما يبدو لهم واعدا ينير طريقهم دون ان يستبينو في كثير من الاحايين وبر يق العنوايين والشعارات تبهر العيون .. ففي زمان الشمولية والسلطوية والقهر هناك من يبرع في ابهار العيون بمسميات ودعوات الي ساحات يكون قد فرشها ظاهرا بما يذهب الابصار وهي في الباطن لتشويين حصاد الغير الواعد المبدع لنفع اصحاب الساحة لبيعه او تسويقه يوما فكل ما يجري في الساحة وما ياتي به الزوار يصير ملكا لاصحاب الساحة وكل باسم الديمقراطية والحرية وحماية الحقوق -شبيه باحتكار شركات الانتاج لابداعات الواعديين ولكن تلك شركات ياتي اليها الواعد وهو عارف وقانع بما يدفع اليه اما هذه الساحات فهي شباك تقتنص بمسميات لا مدفوعات وهكذا فهي مغتصبة لحق بوعود كاذبة ...ادوات اصحاب تلك الساحات هي ادوات المكتوبجي في زمان الدولة العثمانية وادوات حلاق القرية في زمان ليس ببعيد والياس سركيس وفي جراءة الكاتب الصادق يهدي كتابه عن غرائب المكتوبجي الي صاحب المكتوبجي السطان نفسه .. فيكتب الي سلطان الدولة العثمانية اهاء يليق بان يكون بيانا ضد كل ظالم سلطان ومكتوبجي .. والمكتوبجي هو اول من بدء الرقابة علي عقول البشر من كتاب وصحفيين وشعراء .. وفي كتابه غرائب المكتوبجي يسرد الكاتب اللبناني الراحل ا الياس سركيس قصصا ونوادر عن المكتوبجي العثماني الذي لا يعرف حتي اللغة التي تكتب بها المادة ولكن يستعيين باشخاص يعرفون ما يرضي المكتوبجي والمكتوبجي يعرف ما يرضي السلطان وهكذا حتي تسود الصحائف فلا ينشر الا ما يرضي السلطان وكثير من الصحف والمنتديات في ايامنا هذه فيها مكتوبجيين يعملون للسلطان كان فردا او جمعية او حزبا وفيهم من صفات حلاق القرية كثير وقصة المازني التي اوردها هنا هي في معناها العام عن حلاق القرية وعمائله ولكنها كذلك فيها رمزية تناسب مواقف اخري في كل الازمان لمن هم كحلاقي القرية الذين في سعيهم للترويج لانفسهم و لتجارتهم والتزيين واكل العيش بحسن نية او سوء نية او فهلوة يطالون الوجه والاذن والرقبة احيانا يجرحونها باموسهم و ادواتهم السيئة الصنع والصديئة والتي ربما هي ملوثة عند البعض منهم وتعكس مافي الدواخل وقلة في خبرة ولحلاقي القرية زبائن يروجون لتجارتهم مقابل حلاقة اكرامية ببلاش.... حمي الله الجميع من عمائل بشر كافعال بعض حلاقي القرية ممن يؤذون ويجرحون البشر بادواتهم و وامواسهم الملوثة باسم التزيين استعدادا لفرح اوعيد
وهنا اورد كتاب الياس سركيس المهدي الي السلطان وقصة المازن عن حلاق القرية لعل يقرؤها مكتوبجية وحلاقي الرؤوس الاسفيريين والارضيين في زماننا فيعتبروا …… ان القصص والحكاوي ليست للترفيه فقط ففيها عبر
_____________________________________________________________

من كتاب "غرائب المكتوبجي" لالياس سركيس 1869 -1926
(" اهداء الكتاب - الي جلالة السلطان عبد الحميد الاعظم )

مولاي
يسؤني أنني من جملة رعاياك لأنه يسؤني أن أكون عبدأ . وأنت عودتنآ أنك تعتبر الرعية في منزلة عبيد لك بدلأ من أن تتبع الحقيقه وهي أز تكون عبدأ لنا . ولما كنت لا استطيع التخلص من هذه التابعية فعلي الاقل احاول ان اعلن للناس انني عبدك رغما عني وهذا كل ما استطيع فعله.
.
لكن كما أن الدول المتمدنة قد ألغت الاسترقاق والنخاسة واعطت العبيد السود حريتم كذلك قدر الله العلي الحكيم ان اخرج من مملكتك وان اقيم في حمي مصر العادلة. فمن هذا القطر الذي اصبح سعيدا من يوم تقلص ظل نفوذك عليه اعرض لمسامعك الشاهانية ما اشكوه انا ويشكوه سائر رصفائي في تركيا من السياسة الخرقاء التي تبعها جلالتك. واصرح لك غير خائف ولا وجل بانك في سياستك هذه تسوق بلادك ورعيتك الي خراب عاجل وسقوط سريع.
ان ترقيك يا مولاي الي عرش اجدادك قد اوجد عدة ضربات اصيبت بها الدولة العثمانية ومن جملة تلك الضربات قتل العقول الامر الذي تفردت فيه عن سواك من السلاطين.
انت تدري يا مولاي مقدار خوفك علي حياتك حتي اذا حصنت قصرك وجمعت من حولك الرجال بالسلاح . كل ذلك حرصا عي حياتك وانت فرد من الناس فكم بالحري يليق بنا نحن الامة باسرها ان نحرص ايضا علي عقولنا وان ندافع عنها وهي اشرف ما وهبه لنا الله تعالي.
فان كنا لا نقوي الان علي مقاومتك بالقوة فاننا نحاول مقاومتك بالبرهان. فان لم تصغ اليوم لصوت جهوري وهو صوت الشعب والعياذ بالله من الشعب اذا اتحد واتفق واراد ان يدرك غاية شريفة معلومة فيها خيره فان السلاطين لا تكون امام ذلك البحر الزاخر والتيار القوي الا:
كريشة في مهب الريح خافقة
لا يستقر لها حال من القلق

فاشفق يا مولاي علي نفسك من ذلك اليوم الرهيب
واني ادون في هذا الكتاب بعض المساوئ الحاصلة وارفعها هدية الي معاليك لعل وصف اعمالك الظالمة وهمالك الادنياء يؤثر عليك اذا تتمثل لعينيك في كتاب علي حده سينتشر بين الناس في عدة لغات فاقبله غير مامور والامر والفرمان لولي النعم
___________________________________________________________

حلاق القرية




حلاق القرية للمازني :

وقعت لي هذه الحادثة في الريف منذ سنوات عديدة, قبل أن تتغلغل المدينة إلى أنأى قراه, وكنت أنا الجاني على نفسسي فيها فقد عرض علي مضيفي أن أستعمل موساه فأبيت, وقلت مادام للقرية حلاق فعلي به, فحذرني مضيفي وأنذرني ووعظني ولكني ركبت رأسي وأصررت أن يجيء الحلاق. فجاء بعد ساعات يحمل ما ظننه في أول الأمر (مخلاة شعير) وسلم وقعد وشرع يحييني ويحادثني حتى شككت في أمره وأعتقدت أن الحلاق شخص آخر وأن هذا الجالس أمامي ليس سوى (طلائعه) ولما عيل صبري سألته عن حلاق القرية فابتسم ومشط لحيته بكفه وأنبأني أن الحلاق (محسوبي) يعني نفسه, فلعنته في سري وسألته متى ينوي أن يحلق لي لحيتي؟ أم لابد أن يضرب بالرمل والحصى أولاً ويحسب الطالع قبل أن يباشر العمل؟ فلم يفهم وأولاني صدغاً كث الشعر وقال: ((هيا)) فظننه أصم وصحت به (أ..ر..يد أن...أ..ح.ل ق) فسره صياحي جداً وضحك كثيراً وأقبل على (مخلاته) فلأخرج منها مقصاً كبيراً جداً فدنوت من أذنه وسألته هل في القرية فيل؟
فقال: فيل؟ لماذ؟
فأشرت إلى المقص وقال: ((هذا مقص حمير ولا مؤاخذة))
فقلت ((ولماذا تجيئني بمقص الحمير؟ أحمارً تراني؟
ويظهر أن معاشرة الحمير بلدت أحساسه فإنه لم يعتذر لي ولا عبأ بسؤالي شيئاً, ثم أخرج موسى من طراز المقص (ومكنة) من هذا القبيل أيضاً فعجبت له لماذا يجيء إلى بكل أدوات الحمير؟ وسألته ذلك فقال: إن الله مع الصابرين. وبعد أن أفرغ مخلاته كلها انتقى أصغر الأدوات, وأصغرها أكبر ما رأيت في حياتي. ثم أقبل علي وقال: ((تفضل))
قلت: ((ماذا تعني؟)) قال: ((أجلس على الأرض)) قلت: ((ولماذا بالله؟)) قال: ألا تريد أن تحلق؟ قلت ألا يمكن أن أحلق وأنا قاعد على الكرسي؟ قال وأنا؟ قلت في سري: وأنت تذهب إلى جهنم ونعم المصير, وهبطت إلى الأرض كما أمر, ففتح موسى كالمبرد, قلت إن وجهي ليس حديداً يا هذا, قال لا تخف إن شاء الله ولكني خفت بإذن الله ولا سيما حين شرع يقول ((بسم الله, الله أكبر)) كأنما كنت خروفاً, ويبصق في كفه ويشحذ الموسى على بطن راحته, ثم جذب رأسي, فذعرت وتفرت ووليت هارباً إلى أقصى الغرفة, فقال: ماذا؟ قلت: ماذا؟)) أتريد أن تحلق لي بمبرد, ومن غير صابون؟))
قال: (مايخفيك؟))
قلت: ((يخيفني؟ لقد دعوتك لتحلق لي لحيتي لا لتبرد لي شعرها.))
قال: ((يا أفندي لا تخف))
ثم قرأ من الكتاب الكريم ((فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى)) إلى آخر الآية الشريفة, وأظنه أراد أن يرقيني بها فيالها من حلاقة لا تكون إلا برقية!
وأسلمت أمري لله وعدت فقعدت أمامه فنهض على ركبتيه وتناول رأسي بين كفيه وأمال صدغي إليه ثم وضع ركبته على فخذي ولف ذراعه حول عنقي, فصار فمي مدفوناً في صدره فصحت أو على الأصح جاهدت أريد الصياح لعل أحداً يسمعني فينجدني غير أن طيات ثوبه كانت في فمي, أما رائحة الثوب فبحسب القارىء أن يعلم أنها أفقدتني الوعي.
ولا أطيل على القارىء. فقد أهوى الرجل بموساه على وجهي فسلخ قطعة من جلدي فردني الألم إلى الحياه وأتاني القوة الكافية للصراخ على الرغم من الكمامة ووثبت أريد الباب ولكنه كان على كبر سنه أسرع مني, وما يدريني لعله كان يتوقع ذلك وعسى ان يكون المران قد علمه أن يكون يقظاً لأمثال هذه المحاورات فردني بقوة ساعده. فتشهدت وتذكرت قول المتنبي:
وإذا لم يكن من المـوت بد
فمن العجز أن تموت جباناً
كلا سأسدل الستار على هذا المنظر الذي يقشعر منه جلدي على الرغم من كر السنين الطويلة. ثم جاء هذا السفاح بطشت يغرق فيه كبش ووضعه تحت ذقني وصب ماءه على وجهي وفي صدري وعلى ظهري, ليغسل الدم الزكي الذى أراقه وأخرج من مخلاته (منشفة) هي بممسحة الأرض أشبه فأعتذرت وأخرجت منديلي وسبقته به إلى وجهي. فهي معركة لا تزال بجلدي منها ندوب وآثار


Sunday, November 19, 2006

هل هي "لهم" ام "هي لله"

عقديين من الزمان في منتديات خاصة وخاصة جدا وعامة ساعدتني علي بعض من المعرفة العامة بالبشرالسابحين في الفضاء الاسفيري واشياء كثيرة ذات نفع وكذلك التعلم فيوم يذهب دون ان نتعلم شيئ فهو هدر للعمر...
اهتمامي بالمنتديات السودانية هو الذي دلني الي سودان فوور اوول عرضا وبعد فترة قاربت العام منذ افتتاحه وليس لانتشار رغم انني متواجد اسفيريا بكثرة وباحث عن منتديات وقارئ ومشارك
الاشتراك كان من خلال رسالة الي "الادارة" اتي الرد بعد ايام قليلة موافقا فدخلت معرفا بنقسي بتفاصييل كثيرة تسهيلا التواصل .. وقوبلت بترحاب من الادارة او من يمثلها .. لم انظر الي "الادارة"الا كما هو الحال في كل منتديات الدنيا العامة او ذات الاجندة العامة ( اي ليست منتديات ذات طابع تجاري او جمعيات صفوية او فئوية خاصة او لغرض محدد كالمنظمات الطوعية وبعض المجلات الخاصة ...الخ فالاسم يشير الي كل السودان ) اي ان "الادارة " هي ال
Moderator or Maintainer
وليست ادارة شركة او عمل او مصلحة خاصة او جمعية خاصة باشخاص محددين وبرؤاهم وفكرهم رغم الاجندة العامة ..ولم اتوقع ان الادارة هي المالكة لكل شئي وحتي الاراء والمداخلات فكونها صاحبة الحق في حذف المداخلات والاراء واقصاء من تراه لا يوافق هوي اصحاب الجمعية يجعلها مالكة لما هو غير ذلك ... حالة انفردت بها جمعية سودان فوور اول الخاصة في هذا الفضاء الاسفيري الواسع باسم القبضة الحديدية التي لا تجعل منها شبيهة بالمنتديات "الفوضوية" كما تردد هذه الادارة فالكل سواها غير منضبط وفوضوي ولا يحترم حقوق الغير وما ليس يوافق هوي الادارة هو فوضوي وان الادارة هي الاعلم والاقدر علي الرقابة الاخلاقية والابويةوالاحرص علي الاخلاق فالمشتركيين يجب ان ينصاعو لهوي الادارة والا فالاقصاء والحذف و"العين الحمرة " والادارة هي الحكم والخصم و الماعجبو يروح...فالادارة هي العقل والحصافة والفكر والراعي للقييم –وفق منظورها- والحامي لللابداع –وفق منظورها- والمحدد لما هو الابداع ومن يحق له ان يقول اي شئ حتي ولو كان جارحا ومسيئا وساخرا ومن يجب قمعه واسكاته لانه نطق حقا ... صور من سلطوية وشمولية وجبروت جعلت جل اهل السودان في كبد وشتات مدي عقود طويلة ... سلطوية وجبروت ياتي في مبتداه عل ظهر دبابة او حتي صناديق اقتراع ا و في منتدي عام باسم االابداع والحماية الفكرية ترسيخ مبادئ الحوار دون خلاف والكلمة السحرية " الديمفراطية" ...
تحتلف الاسماء والعنوايين وخطابات الافتتاح واناشيد النصر والثورة والمركبات التي تاتي بالثوار القادة ولكن تبقي العنوايين والهتفات نسخ واحدة تغري بانها لكل العام "هي لله" وما هي الا "لهم"
كنت اود الا اتطرق الي امر ما يجري قي سودان فوور اوول بعد ان تيقنت بانني ضللت الطريق عندما بهرتني العنوايين والاسم وبحسن نية وقناعة بان المنتدي للعام وليس جمعية شخصية لهوي شخصي حاولت جاهدا ان اثري النقاش واستنهض همم المشاركيين لتنشيط المداخلات ودعوة اخريين للمشاركة و.حاولت بمفهوم انه عام ولكن هالني ان الادارة تري ان العام هو فوضي وعدم انضباط.وان كل المنتديات سواها فوضي وفاشلة ناسيين ان المنتديات هي البشر وليس الادارة وان الخاص عندها ما توافق هي عليه ولا يهم ان كان خطابا عدوانيا مسئا ومستفزا وساخرا....فالمغضوب عليهم وان كان قولهم حقا ورائا سديدا واهتماما بحق الغير في التعبير عن فكره ورؤاه فهم السيئون وهم الذين لا يعرفون ولايقدرون جهد الادارة ولكن عندما راي البعض, دون قراءة لمداخلاتي ودون تمحيص في ماهية سودان فوور اوول الجمعية الخاصة, بانني تركت الساحة مبتعدا عما كنت انادي اليه من حوار كان لابد ان اوضح كما اذكر هنا فالساكت عن حق شيطان اخرس
وفيما يختص بما يثار عن جهد الادارة اود ان اشير وفق خبرة متواضعة في انشاء وادارة المنتديات فان الجهد الذي ياخذ الوقت والفكر هو الفني والتقني - تصميم وصيانة المنتدي تقنيا- اما الجهد الاساسي فهو للمشاركيين ومداخلاتهم واسهاماتهم وانتاجهم الادبي والفكري والفني وان نالت سودان فوور اول نصيبا من ذلك فهو جهد المشتركيين والذين اما اتو اليها مبهوريين بالاسم والعنوان مثلي او لمعرفة بالادارة او املا في مشروع حقيقي للعام وليس خاصا باسم العام
Moderator/Maintainer اما ال
فمهمته الاساسيه المتابعة للتاكد من ان المنتدي نشط وليس هناك ما يعيق نشاطه وان رقابة النص ذاتية فالمشتركون ناضجون وليسوا باغرار لا يعلمون ما يكتبون وخصوصا اذا كان امر النقاش او المداخلة عام مرتبط بفكر ورؤي اما ان تكون الادارة هي المعلم والمصحح والرقيب والواعظ والخصم والحكم وادعاء ان ذلك جهد تقوم به ثطوعا للعام "هي لله" فهو كجهد مؤسسات القهر من امن ونظام عام ورقابة باسم امن المواطن ....
ان جمعية سودان فوور اوول المسجلة باسم اشخاص ثلاث قي فرنسا ليست الا شراكة خاصة لمشروع خاص ولفد اكد اصحابها ذلك في مداخلات تلت اثارة امر الاقصاء والحذف مؤخرا.. وهكذا فلاصحاب الجمعية خصوصيتهم في جمعيتهم الحاصة المسجلة باسمائهم وليس لهم فيما يدعون من حماية للحق العام والابداع والديمقراطية في السودان الا ما يخصهم كافراد من عموم الشعب السوداني فقط وليس باسم كل السودان وان مشروعهم الخاص ليس الراعي ولا الحامي
لابداع وحرية وديمقراطية كل السودان وفق رؤاهم ووجه نظرهم
وانا تركت ذاك المنتدي بعد ان تاكد لي انه واجهة لجمعية خاصة اختارت اجندة عامة سمته مشروعها تستقطب من
خلاله اسهامات المتداخلين فكرا وادبا وراي تمتلكه بشعار تعريف بالكتاب والمفكريين وحماية الملكية الفكرية كما انها من خلال منبر سمته "الحر الديمقراطي" تريد "ترسيخ أسسٍ متينةٍ للحوار وتبادل الرأي، يلتزم فيها الجميع بمبدأ احترام المخالف وتوقيره" وواقع الامر غير ذلك ومثال لذلك ما في الخيطيين المشار اليهما ادناه

دخلت نملة
اين بوست عثمان حامد الاخي :?:?

المؤسف ان تمتد ثقافات الشمولية والسلطوية وكتم انفاس البشرالتي تخنق شعوبنا الي مجالات الفكر والابداع فتاتي تحت مسميات جاذبة لشتات المبدعيين والمفكريين والكتاب فياتون زمرا وافرادا املا في ساحة حرة لا تحرسها دبابات ولا مجنزرات فيجدون كاتمات لافكارهم وارائهم
ان العناويين لا تخلق حرية ولا ديمقراطية ولا ابداعا....
والسلطوي النزعة والفكر لا يقيم ديمقراطية ولا حتي يعرفها ..
حاشية : اهتمامي بالمنتدي كان لما يدعو له ولا علم سابق لاشتراكي به باي من القائميين عليه ولا علي اسهاماتهم الادبية والفكرية والتي لا اعرف عنها الا قليلا وجدته في المنتدي نفسه رغم متابعة لصيقة لقضايا فكرية وادبية سودانية كقارئ..وبالتالي موقفي سابقا ولاحقا فيما يخص سودان فوور اوول ليس ذو صبغة شخصية وانما رفضا لممارسة خاطئة باسم الحرية والديمقراطية والفكر والابداع وباسم كل السودان