Sunday, September 10, 2006

الساخرون- ساخريين لا ناقميين

سالني صديق " يا بربري انتو ليه دائما ساخرين في الجد والهظار ؟ " فاجأني السؤال ليس لاننا غير ذلك ولكن لبديهية ان نكون ساخريين فهي من واقع حياتنا اكثر مما يصنفنا البعض من حدة في اللسان ؟؟ امر السخرية عند النوبيين وربما امثالهم في السودان والعالم وفي ظروف تشابه ظروفنا بديهي .. لو تركنا تاريخا قديما انتهي بسنة 1640 وما تلي ذلك من اشياء موجعة كثيرة في المنطقة النوبية الا ان تجد نفسك مع السخلة بتاعتكو والغنماية ودجاجتكم البتبيض وامك واخواتك وجدتك وجدك وعماتك وخالاتك واعمامك وناس قريتكم كلكم والترتارة بتاعتك والعنقريب وشنطة الحديد ولوري الصفيح بعجلاتو العملتها من السلك وحماركم وبقرتكم البتحلبو منها اللبن وشوية هدومك وجرجار امك ووووو كلكم محشورين في قطر سكة حديد مسافرين اتجاه واحد وخاليين بيوتكم ومزارعكم ونيلكم وجزركم ومقابركم وراكم وتسافرو ايام وتصلو مكان غير مكانكم بيوت صناديق متشابهة مرصوصة وكلها لونها اصفر -لون الموت - ولا نيل والسماء ماصافية وكلها غيوم ومطر ورعد ,,,ملاريا .. كيفن ما نكون ساخريين ما هو يا كنا نجعر ونبكي لليوم يا نسخر .. لو تخيلتم ذاك القطار لعرفتم .. فلو ابادونا بت ان تي تسقط من طائرات انتنوف كما يحدث وحدث لغير النوبيين لقالو علينا شهداء يمكن ؟؟ ولكن اهو نسخر و نواصل الحياة ... رغم رقة وحميمية في رجال النوبة ومقدرتهم مداراة احزانهم الا انني في صغري لم اري رجالا يبكون غناء الا تلك الايام ..كانو يغنون ويرقصون حتي الصباح ثم يعودو ليجمعو اشياؤهم فالقطار القادم , اما عند كل اخر ليلة لاهل منطقة قطارها في المحطة فالغناء رغم المدارة كان بكاء شق عنان السماء ... وبعددة كلو ليه ساخرين ما رفضنا وطلعنا مظاهرات وضقنا كرم العسكر من بمبان وسياط ولم تبقي في ذاكرة الكثيرين من اهلنا في السودان الا مفردة رددها بعضنا في مظاهراتنا حينئذ " حلفا دغيم ولا باريس " مش احسن نكون ساخرين لا ناقميين

No comments: