Friday, November 24, 2006

غرائب المكتوبجي وحلاق القرية

-
ايها الاعزاء
الدنيا عبر ومن منا من لم يمر بنازلة او تجربة القت به في مكان ليس مكانه فنال ما نال او قرء ما لا يجب ان يكون او صدم باناس كانو عكس ما توقع او راي زيفا مبطنا بحق وهي الدنيا هكذا دنيا وليست عليا وواجب من راي مطبات في طريق ان يحذر اللاحقون حتي لا يصيبهم وسوء وخصوصا في زماننا هذا فالمطبات كثيرة واشكالها تعددت بتوفر معينات تقنية كثيرة وفي العالم الاسفيري وهو فضاء واسع لا حد له الا بصائرنا ... وعند النازلة يكثر الاحباط ويتعلق الناس بكلما يبدو لهم واعدا ينير طريقهم دون ان يستبينو في كثير من الاحايين وبر يق العنوايين والشعارات تبهر العيون .. ففي زمان الشمولية والسلطوية والقهر هناك من يبرع في ابهار العيون بمسميات ودعوات الي ساحات يكون قد فرشها ظاهرا بما يذهب الابصار وهي في الباطن لتشويين حصاد الغير الواعد المبدع لنفع اصحاب الساحة لبيعه او تسويقه يوما فكل ما يجري في الساحة وما ياتي به الزوار يصير ملكا لاصحاب الساحة وكل باسم الديمقراطية والحرية وحماية الحقوق -شبيه باحتكار شركات الانتاج لابداعات الواعديين ولكن تلك شركات ياتي اليها الواعد وهو عارف وقانع بما يدفع اليه اما هذه الساحات فهي شباك تقتنص بمسميات لا مدفوعات وهكذا فهي مغتصبة لحق بوعود كاذبة ...ادوات اصحاب تلك الساحات هي ادوات المكتوبجي في زمان الدولة العثمانية وادوات حلاق القرية في زمان ليس ببعيد والياس سركيس وفي جراءة الكاتب الصادق يهدي كتابه عن غرائب المكتوبجي الي صاحب المكتوبجي السطان نفسه .. فيكتب الي سلطان الدولة العثمانية اهاء يليق بان يكون بيانا ضد كل ظالم سلطان ومكتوبجي .. والمكتوبجي هو اول من بدء الرقابة علي عقول البشر من كتاب وصحفيين وشعراء .. وفي كتابه غرائب المكتوبجي يسرد الكاتب اللبناني الراحل ا الياس سركيس قصصا ونوادر عن المكتوبجي العثماني الذي لا يعرف حتي اللغة التي تكتب بها المادة ولكن يستعيين باشخاص يعرفون ما يرضي المكتوبجي والمكتوبجي يعرف ما يرضي السلطان وهكذا حتي تسود الصحائف فلا ينشر الا ما يرضي السلطان وكثير من الصحف والمنتديات في ايامنا هذه فيها مكتوبجيين يعملون للسلطان كان فردا او جمعية او حزبا وفيهم من صفات حلاق القرية كثير وقصة المازني التي اوردها هنا هي في معناها العام عن حلاق القرية وعمائله ولكنها كذلك فيها رمزية تناسب مواقف اخري في كل الازمان لمن هم كحلاقي القرية الذين في سعيهم للترويج لانفسهم و لتجارتهم والتزيين واكل العيش بحسن نية او سوء نية او فهلوة يطالون الوجه والاذن والرقبة احيانا يجرحونها باموسهم و ادواتهم السيئة الصنع والصديئة والتي ربما هي ملوثة عند البعض منهم وتعكس مافي الدواخل وقلة في خبرة ولحلاقي القرية زبائن يروجون لتجارتهم مقابل حلاقة اكرامية ببلاش.... حمي الله الجميع من عمائل بشر كافعال بعض حلاقي القرية ممن يؤذون ويجرحون البشر بادواتهم و وامواسهم الملوثة باسم التزيين استعدادا لفرح اوعيد
وهنا اورد كتاب الياس سركيس المهدي الي السلطان وقصة المازن عن حلاق القرية لعل يقرؤها مكتوبجية وحلاقي الرؤوس الاسفيريين والارضيين في زماننا فيعتبروا …… ان القصص والحكاوي ليست للترفيه فقط ففيها عبر
_____________________________________________________________

من كتاب "غرائب المكتوبجي" لالياس سركيس 1869 -1926
(" اهداء الكتاب - الي جلالة السلطان عبد الحميد الاعظم )

مولاي
يسؤني أنني من جملة رعاياك لأنه يسؤني أن أكون عبدأ . وأنت عودتنآ أنك تعتبر الرعية في منزلة عبيد لك بدلأ من أن تتبع الحقيقه وهي أز تكون عبدأ لنا . ولما كنت لا استطيع التخلص من هذه التابعية فعلي الاقل احاول ان اعلن للناس انني عبدك رغما عني وهذا كل ما استطيع فعله.
.
لكن كما أن الدول المتمدنة قد ألغت الاسترقاق والنخاسة واعطت العبيد السود حريتم كذلك قدر الله العلي الحكيم ان اخرج من مملكتك وان اقيم في حمي مصر العادلة. فمن هذا القطر الذي اصبح سعيدا من يوم تقلص ظل نفوذك عليه اعرض لمسامعك الشاهانية ما اشكوه انا ويشكوه سائر رصفائي في تركيا من السياسة الخرقاء التي تبعها جلالتك. واصرح لك غير خائف ولا وجل بانك في سياستك هذه تسوق بلادك ورعيتك الي خراب عاجل وسقوط سريع.
ان ترقيك يا مولاي الي عرش اجدادك قد اوجد عدة ضربات اصيبت بها الدولة العثمانية ومن جملة تلك الضربات قتل العقول الامر الذي تفردت فيه عن سواك من السلاطين.
انت تدري يا مولاي مقدار خوفك علي حياتك حتي اذا حصنت قصرك وجمعت من حولك الرجال بالسلاح . كل ذلك حرصا عي حياتك وانت فرد من الناس فكم بالحري يليق بنا نحن الامة باسرها ان نحرص ايضا علي عقولنا وان ندافع عنها وهي اشرف ما وهبه لنا الله تعالي.
فان كنا لا نقوي الان علي مقاومتك بالقوة فاننا نحاول مقاومتك بالبرهان. فان لم تصغ اليوم لصوت جهوري وهو صوت الشعب والعياذ بالله من الشعب اذا اتحد واتفق واراد ان يدرك غاية شريفة معلومة فيها خيره فان السلاطين لا تكون امام ذلك البحر الزاخر والتيار القوي الا:
كريشة في مهب الريح خافقة
لا يستقر لها حال من القلق

فاشفق يا مولاي علي نفسك من ذلك اليوم الرهيب
واني ادون في هذا الكتاب بعض المساوئ الحاصلة وارفعها هدية الي معاليك لعل وصف اعمالك الظالمة وهمالك الادنياء يؤثر عليك اذا تتمثل لعينيك في كتاب علي حده سينتشر بين الناس في عدة لغات فاقبله غير مامور والامر والفرمان لولي النعم
___________________________________________________________

حلاق القرية




حلاق القرية للمازني :

وقعت لي هذه الحادثة في الريف منذ سنوات عديدة, قبل أن تتغلغل المدينة إلى أنأى قراه, وكنت أنا الجاني على نفسسي فيها فقد عرض علي مضيفي أن أستعمل موساه فأبيت, وقلت مادام للقرية حلاق فعلي به, فحذرني مضيفي وأنذرني ووعظني ولكني ركبت رأسي وأصررت أن يجيء الحلاق. فجاء بعد ساعات يحمل ما ظننه في أول الأمر (مخلاة شعير) وسلم وقعد وشرع يحييني ويحادثني حتى شككت في أمره وأعتقدت أن الحلاق شخص آخر وأن هذا الجالس أمامي ليس سوى (طلائعه) ولما عيل صبري سألته عن حلاق القرية فابتسم ومشط لحيته بكفه وأنبأني أن الحلاق (محسوبي) يعني نفسه, فلعنته في سري وسألته متى ينوي أن يحلق لي لحيتي؟ أم لابد أن يضرب بالرمل والحصى أولاً ويحسب الطالع قبل أن يباشر العمل؟ فلم يفهم وأولاني صدغاً كث الشعر وقال: ((هيا)) فظننه أصم وصحت به (أ..ر..يد أن...أ..ح.ل ق) فسره صياحي جداً وضحك كثيراً وأقبل على (مخلاته) فلأخرج منها مقصاً كبيراً جداً فدنوت من أذنه وسألته هل في القرية فيل؟
فقال: فيل؟ لماذ؟
فأشرت إلى المقص وقال: ((هذا مقص حمير ولا مؤاخذة))
فقلت ((ولماذا تجيئني بمقص الحمير؟ أحمارً تراني؟
ويظهر أن معاشرة الحمير بلدت أحساسه فإنه لم يعتذر لي ولا عبأ بسؤالي شيئاً, ثم أخرج موسى من طراز المقص (ومكنة) من هذا القبيل أيضاً فعجبت له لماذا يجيء إلى بكل أدوات الحمير؟ وسألته ذلك فقال: إن الله مع الصابرين. وبعد أن أفرغ مخلاته كلها انتقى أصغر الأدوات, وأصغرها أكبر ما رأيت في حياتي. ثم أقبل علي وقال: ((تفضل))
قلت: ((ماذا تعني؟)) قال: ((أجلس على الأرض)) قلت: ((ولماذا بالله؟)) قال: ألا تريد أن تحلق؟ قلت ألا يمكن أن أحلق وأنا قاعد على الكرسي؟ قال وأنا؟ قلت في سري: وأنت تذهب إلى جهنم ونعم المصير, وهبطت إلى الأرض كما أمر, ففتح موسى كالمبرد, قلت إن وجهي ليس حديداً يا هذا, قال لا تخف إن شاء الله ولكني خفت بإذن الله ولا سيما حين شرع يقول ((بسم الله, الله أكبر)) كأنما كنت خروفاً, ويبصق في كفه ويشحذ الموسى على بطن راحته, ثم جذب رأسي, فذعرت وتفرت ووليت هارباً إلى أقصى الغرفة, فقال: ماذا؟ قلت: ماذا؟)) أتريد أن تحلق لي بمبرد, ومن غير صابون؟))
قال: (مايخفيك؟))
قلت: ((يخيفني؟ لقد دعوتك لتحلق لي لحيتي لا لتبرد لي شعرها.))
قال: ((يا أفندي لا تخف))
ثم قرأ من الكتاب الكريم ((فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى)) إلى آخر الآية الشريفة, وأظنه أراد أن يرقيني بها فيالها من حلاقة لا تكون إلا برقية!
وأسلمت أمري لله وعدت فقعدت أمامه فنهض على ركبتيه وتناول رأسي بين كفيه وأمال صدغي إليه ثم وضع ركبته على فخذي ولف ذراعه حول عنقي, فصار فمي مدفوناً في صدره فصحت أو على الأصح جاهدت أريد الصياح لعل أحداً يسمعني فينجدني غير أن طيات ثوبه كانت في فمي, أما رائحة الثوب فبحسب القارىء أن يعلم أنها أفقدتني الوعي.
ولا أطيل على القارىء. فقد أهوى الرجل بموساه على وجهي فسلخ قطعة من جلدي فردني الألم إلى الحياه وأتاني القوة الكافية للصراخ على الرغم من الكمامة ووثبت أريد الباب ولكنه كان على كبر سنه أسرع مني, وما يدريني لعله كان يتوقع ذلك وعسى ان يكون المران قد علمه أن يكون يقظاً لأمثال هذه المحاورات فردني بقوة ساعده. فتشهدت وتذكرت قول المتنبي:
وإذا لم يكن من المـوت بد
فمن العجز أن تموت جباناً
كلا سأسدل الستار على هذا المنظر الذي يقشعر منه جلدي على الرغم من كر السنين الطويلة. ثم جاء هذا السفاح بطشت يغرق فيه كبش ووضعه تحت ذقني وصب ماءه على وجهي وفي صدري وعلى ظهري, ليغسل الدم الزكي الذى أراقه وأخرج من مخلاته (منشفة) هي بممسحة الأرض أشبه فأعتذرت وأخرجت منديلي وسبقته به إلى وجهي. فهي معركة لا تزال بجلدي منها ندوب وآثار


No comments: