Friday, September 29, 2006

من اوراق محارب النور لباولو كويللو - استهلال

استهلال
PROLOGUE
محارب النور
WARRIOR OF LIGHT
Manual of the WARRIOR OF LIGHT من اوراق محارب النور
Paulo Coelhoباولو كويللو
______________________________________________________
قالت المرأة " ليس بعيدا عن الشاطئ وغرب القرية تقع جزيرة وعليها معبد كبير له اجراس عديدة"

لاحظ الولد انها في لباس غريب وتضع خمارا علي راسها.
انه لم يراها من قبل

سالته "هل زرت ذاك المعبد من قبل؟ "

" اذهب هناك وحدثني كيف تراه"

ماخوذا بجمال المراة ذهب الولد في الاتجاه الذي اشارت اليه
جلس علي الشاطئ وصار ينظر الي الافق
ولكنه لم يري سوي ما يراه دائما : سماء زرقاء ومحيط

سار وهو مستاء الي قرية الصياديين القريبة لعله يجد من يعرف شيئا عن الجزيرة والمعبد

" أه .. كان ذاك منذ سنوات طويلة مضت عندم كان اجدادي الاوائل احياء " قال الصياد العجوز
"كان هناك زلزال فابتلع البحر الجزيرة لكننا رغم اننا لا نري الجزيرة نسمع ااجراس المعبد تاتينا من اعماق المحيط "

رجع الولد الي الشاطئ وحاول ان يسمع قرع الاجراس
قضي كل الظهيرة هناك ولكن كل الذي سمعه ضجيج الامواج وصرخات طيور البحر

عندما جاء الظلام اتي اليه والديه باحثيين عنه .
وعند الصباح عاد الي الشاطئ . لا يكاد ان يصدق ان تكذب امراة بكل ذاك الجمال .
عندما تعود سيقول لها ذلك وانه رغم عدم رؤيته للمعبد فلقد سمع الاجراس تقرع في امتداد الامواج

تعاقبت شهور عديدة ولم تعد المراة ونسي الولد كل شئ عنها.
الان هو مقتنع بانه يجب ان يكتشف كنوز وخبايا المعبد الغريق
لو هيئ له ان يسمع اجراس المعبد فسيوف يتمكن من الاستدلال عل المعبد وانقاذ الكنوز الغريقة
فقد الرغبة في المدرسة وحتي في اصدقاءه
كانو يقولون " انه ليس مثلنا .. يفضل ان يجلس يراقب البحر لانه يخشي ان نهزمه في العابنا "
ثم يضحكون وهم يرونه جالسا عند الشاطئ..

رغم انه لم يستطع سماع اجراس المعبد القديم لكن الولد تعلم اشياء اخري ..
صار معتادا علي سماع صوت الامواج ولم تعد تزعجه . ثم تلي ذاك ان اعتاد علي اصوات عجول البحر وازيز النحل وهبوب الريح من بين اشجار النخيل .

بعد ستة اشهر منذ ان تحدث مع المراة فهاهو يجلس متناغما مع كل الاصوات لكنه لم يسمع قرع اجراس المعبد الغريق
صيادو السمك اتو اليه يخبرونه بانهم سمعو اجراس المعبد
لكنه لم يسمعها بعد

وفي وقت لاحق تحدث اليه الصيادون بنبرة اخري " لقد لقد قضيت انت وقتا طويلا تفكر في الاجراس في عمق المياه. دعك منها .. انساها ..وعد الي لعبك مع اقرانك فربما هم الصيادون فقط الذين يسمعونها "

بعد حوالي عام فكر الولد " ربما هم علي حق يجب ان اكبر لايصير صيادا واتي هنا الي الشاطئ كل صباح لاني صرت اعشقه "
ثم فكر " ربما انها اسطورة اخري وان الاجراس تبعثرت اثناء الزلزال ولم تعد تقرع مرة اخري "
في ظهيرة ذاك اليوم قرر ان يعود الي البيت ..
ذهب الي المحيط ليودعه . نظر مرة اخري الي الطبيعة حوله وحيث انه لم يعد مهتما بالاجراس فاستطاع ان يبتسم لروعة صراخ طيور البحر و هدير البحر و الرياح التي تهب من خلال اشجار النخل . اتته اصوات اصحابه وهم يلعبون بعيدا وانتابه شعور بالرضي حيث انه سيعاود العاب طفولته "

كان الولد سعيدا وممتنا بانه مازال حيا . كان متاكدا بانه لم يهدر عمره حيث تعلم ان يتمعن في الطبيعة ويعشقها ..
وحيث انه كان يستمع الي البحر واصوات طيور البحر والريح التي تهب من خلال النخل فلقد سمع اول جرس يقرع .
ثم التاني ....


مضت اعوام وعندما صار رجلا رجع الي القرية والي شاطئ طفولته . لم يعد يحام بالكنوز الغريقة فربما كانت من نسج خياله وان الاجراس لم تقرع ابدا كما ترائ له في ايام طفولته . رغما عن ذلك قرر ان يتمشي علي الشاطئ ليسمع صوت الريح وصراخ طيور البحر .

يا للمفاجاءة .. عند الشاطئي راي المراة التي تحدث اليها عن الجزيرة والمعبد
سالها " ماذا تفعليين هنا ؟"
اجابت " كنت في انتظار ان تاتي "
لاحظ انه رغم السنوات العديدة التي مضت فالمراة تبدو تماما كما راها اول مرة وان الخمار الذي يغطي شعرها لم يفقد لونه

" اكتب : محارب النور يقدر ماتراه عيون الطفل لانها تنظر الي العالم بلا مرارة ..وانه عندما يري ان الشخص الذي معه يستحق ثقته يحاول ان يراه بعيون طفل "

" ماهو محارب النور ؟"
" انك تعرف ذلك " اجابت مبتسمة " انه من يقدر ان يفهم معجزة الحياة وان يحارب للاخر عن شئ يؤمن به وان يسمع صوت الاجراس الني تقرعها الامواج عند قاع البحر "
لم يفكر في نفسه كمحارب النور . كانت المراة تقرا افكاره " اي واحد منا قادر علي هذه الاشياء . ولكن رغم اننا لا نظر الي انفسنا كمحارب النور الا اننا كذلك "

نظر الي الصفحات الخالية في مفكرته. ابتسمت المراة وقالت " اكتب عن المحارب "
______________________________________________________________
ترجمة (ابوبكر سيداحمد(

No comments: